وحروب وأن بو سعيد أطفهأها بمرسومه المضاد ! ( وسكنت بذلك الفتن والشرور والقتال الذي كان بين أهل تلك البلاد بهراة وأصبهان وبغداد وإربل وساوه ، وغير ذلك ) ! وهذا ادعاء لم أرَه عند غيره ! وهي فتن وأحداث قد تكون مكذوبة من أصلها ، كالتي زعموها في محلة الحنابلة ببغداد ، أو أحداثاً مفتعلة ضد الشيعة فحرفوها إلى الضد كعادتهم ، وقد تكون أحداثاً صحيحة صغيرة ضخموها ! وقال الصفدي في الوفيات : 10 / 202 : ( بو سعيد ملك التتار صاحب العراق وخراسان وأذربيجان والروم والجزيرة ، القان بن القان خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو المُغلي . أكثر الناس يقولون أبو سعيد على أنه كنيته ، والصحيح على أنه علَمٌ بلا ألف هكذا رأيت كتبه التي كانت ترد منه على السلطان الملك الناصر يكتب على ألقابه الذهبية ( بو سعيد ) باللازورد الفائق ، ويزمِّك بالذهب . لما هادن الملك الناصر أراد الناصر أن يبتدئه بالمكاتبة فبقي كاتب السر القاضي علاء الدين بن الأثير يطالبه السلطان بالمكاتبة وهو يقول له : يا خوند إن كتبنا له المملوك قد لا يكتب لنا المملوك ، وإن كتبنا والده أو أخوه قبيح ، ثم إنه قال له يوماً : ياخوند رأيت أن نكتب موضع الاسم ألقاب مولانا السلطان بالطومار ذهباً ونكتب على الكل محمد نسبة طغرة المناشير ، فقال : هذا جيد ، فلما كتبوا ذلك وعاد الجواب من بو سعيد جاء كذلك خلا بو سعيد فإنها باللازورد المليح المعدني ، فقال السلطان : ونحن نكتب كذلك ، فقال له ابن الأثير : لا يا خوند لأنا نكون قد قلدناهم . . . توفي بو سعيد بالأردو بأذربيجان في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وسبعمائة وله نيف وثلاثون سنة ، وكانت دولته عشرين سنة ، وكان قد أنشأ له تربة بالسلطانية فنقل إليها . وكان مسلماً ( أي سنياً ) قليل الشر وادعاً يكره الظلم ويؤثر العدل وينقاد للشرع ، ويكتب خطاً قوياً منسوباً ، ويجيد ضرب العود ، وصنف مذاهب في النغم نقلت عنه . أبطل بوساطة وزيره محمد بن الرشيد مكوساً كثيرة وفواحش وخموراً ،