الدين يوسف بن أيوب بسلطنة ديار مصر وأزال الدولة الفاطمية ، في سنة سبع وستين وخمسمائة ، وكان ينتحل مذهب الإمام الشافعي وعقيدة الشيخ أبي الحسن الأشعري ، فأبطل من الأذان قول حي على خير العمل ، وصار يؤذن في سائر إقليم مصر والشام بأذان أهل مكة ، وفيه تربيع وترجيع الشهادتين ، فاستمر الأمر على ذلك إلى أن بنت الأتراك المدارس بديار مصر وانتشر مذهب أبي حنيفة في مصر فصار يؤذن في بعض المدارس التي للحنفية بأذان أهل الكوفة وتقام الصلاة أيضاً على رأيهم ، وما عدا ذلك فعلى ما قلنا ) . ( ونحوه المواعظ للمقريزي / 1547 ) . أي أن قوة الأتراك في مصر أجبرت صلاح الدين على إعطائهم الحرية المذهبية في مؤسساتهم فرضخ وأعطاهم ! وبقيت المذاهب الأخرى مضطهدة ! وفي نهاية ابن كثير : 12 / 355 : ( ثم سار إلى حلب فنزل على جبل جوشن ، ثم نودي في أهل حلب بالحضور في ميدان باب العراق ، فاجتمعوا فأشرف عليهم ابن الملك نور الدين فتودد إليهم وتباكى لديهم وحضَّهم على قتال صلاح الدين ، وذلك عن إشارة الأمراء المقدمين ، فأجابه أهل البلد بوجوب طاعته على كل أحد ، وشرط عليه الروافض منهم أن يعاد الأذان بحي على خير العمل وأن يذكَّر في الأسواق ( بذكر فضائل أهل البيت عليهم السلام ) وأن يكون لهم في الجامع الجانب الشرقي ، وأن يُذكر أسماء الأئمة الاثني عشر بين يدي الجنائز ، وأن يكبروا على الجنازة خمساً ، وأن تكون عقود أنكحتهم إلى الشريف أبي طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني فأجيبوا إلى ذلك كله ! فأذن بالجامع وسائر البلد بحي على خير العمل ) . وفي النجوم الزاهرة : 5 / 120 : ( وكان بدر الجمالي أرمني الجنس فاتكاً جباراً قتل خلقاً كثيراً من العلماء وغيرهم وأقام الأذان بحي على خير العمل ، وكبر على الجنائز خمساً ، وكتب سب الصحابة على الحيطان . قلت : وبالجملة إنه كان من مساوئ