فإن لم يقل معاوية وإلا بطشوا به وشَلَّحُوه ! ثم كثر القول معاوية خال علي ! وكان على باب الجامع العتيق شيخان من العامة يناديان في كل يوم جمعة في وجوه الناس من الخاص والعام : معاوية خالي وخال المؤمنين وكاتب الوحي ورديف رسول الله ! وكان هذا أحسن ما يقولونه ، وإلا فقد كانوا يقولون معاوية خال علي من هاهنا ويشيرون إلى أصل الأذن . . . ! وفي شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، أخذ رجل يعرف بابن أبي الليث الملطي ينسب إلى التشيع ، فضرب مائتي سوط ودرة ، ثم ضرب في شوال خمسمائة سوط ودرة ، وجعل في عنقه غِلٌّ وحُبس ، وكان يُتفقد في كل يوم لئلا يخفف عنه ، ويبصق في وجهه ، فمات في محبسه ! فحمل ليلاً ودفن فمضت جماعة إلى قبره لينبشوه ، وبلغوا إلى القبر فمنعهم جماعة من الإخشيدية والكافورية فأبوا ) ! فانظر إلى سياسة الخلافة وقمعها الوحشي لهذا المؤمن الملطي ، أي الذي أصله رومي مسيحي رحمه الله ، وملطية مدينة رومية في تركية ( معجم البلدان : 5 / 193 ) ويظهر أن الروم بنوها على اسم جزيرة مالطة الأوربية . في المواعظ للمقريزي / 1546 ، وسلك الدرر للمرادي / 887 : ( وكان أول تأذينه بذلك في أيام سيف الدولة بن حمدان بحلب في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، قاله الشريف محمد بن أسعد الجواني النسابة ، ولم يزل الأذان بحلب يزاد فيه حي على خير العمل ومحمد وعلى خير البشر إلى أيام نور الدين محمود ، فلما فتح المدرسة الكبيرة المعروفة بالحلاوية استدعى أبا الحسن علي بن الحسن بن محمد البلخي الحنفي إليها فجاء ومعه جماعة من الفقهاء وألقى بها الدروس ، فلما سمع الأذان أمر الفقهاء فصعدوا المنارة وقت الأذان وقال لهم : مُرُوهم يؤذنوا الأذان المشروع ، ومن امتنع كُبُّوهُ على رأسه ! فصعدوا وفعلوا ما أمرهم به ، واستمر الأمر على ذلك ! وأما مصر فلم يزل الأذان بها على مذهب القوم إلى أن استبدَّ السلطان صلاح