عمره وحضر مع والده ، وقد يكون شارك فيها . أما مواد هذه المناظرات فلم تذكر الروايات إلا القليل منها : من ذلك : أن العلامة رحمه الله دخل إلى مجلس السلطان وتعمد أن يأخذ حذاءه بيده ويجلس عند السلطان ، فقال الفقهاء للسلطان : ألم نقل لك إنهم ضعفاء العقول ؟ ! فقال الملك : سلوه ما فعل ؟ فقالوا له : لأي شئ أخذت نعلك معك وهذا مما لا يليق ؟ ! قال : خفت أن يسرقه الحنفية كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله صلى الله عليه و آله فصاحت الحنفية : متى كان أبو حنيفة في زمن رسول الله ، بل كان تولده بعد المائة من وفاة رسول صلى الله عليه و آله ! فقال : نسيت لعله كان السارق الشافعي ! فصاحت الشافعية وقالوا : كان تولد الشافعي في يوم وفاة أبي حنيفة ، وكان نشوؤه في المائتين من وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : لعله كان مالك ! فقالت المالكية بمثل ما قالته الحنفية . فقال : لعله كان أحمد بن حنبل ! فقالوا بمثل ما قالته الشافعية . فتوجه العلامة إلى الملك فقال : أيها الملك علمت أن رؤساء المذاهب الأربعة لم يكن أحدهم في زمن رسول الله صلى الله عليه و آله ولا في زمن الصحابة ! فهذه إحدى بدعهم أنهم اختاروا من مجتهديهم هؤلاء الأربعة ، ولو كان منهم من كان أفضل منهم بمراتب لا يجوِّزون أن يجتهد بخلاف ما أفتاه واحد منهم . فقال الملك : ما كان واحد منهم في زمن رسول الله والصحابة ؟ فقال الجميع : لا . فقال : ونحن معاشر الشيعة تابعون لأمير المؤمنين عليه السلام نفس رسول الله صلى الله عليه و آله وأخيه وابن عمه ووصيه عليه السلام . وعلى أي حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل لأنه لم تتحقق شروطه ومنها العدلان فهل قال الملك بمحضرهما ؟ قال : لا . وشرع في البحث ) . ومن ذلك : أن العلامة خطب بعد انتصاره في المناظرة ، فصلى على النبي صلى الله عليه و آله وعلى الأئمة الاثني عشر عليهم السلام فاعترض السيد ركن الدين الموصلي وقال : ما الدليل على جواز الصلاة على غير الأنبياء ؟ فقرأ العلامة في جوابه مباشرةً قوله تعالى : الَّذِينَ إذا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ