المتعصبين ، فباب الأزجّ محلتهم في بغداد . ( السمعاني : 1 / 119 ، ولباب ابن الأثير : 1 / 45 ) وكانوا أعداء السنة والشيعة معاً ، قال في الكامل : 9 / 551 : ( ولما سار الملك الرحيم عن بغداد كثرت الفتن بها ودامت بين أهل باب الأزج والأساكفة وهم السنية ، فأحرقوا عقاراً كثيراً ) . انتهى . ووصف ابن كثير علاقتهم السيئة بسنة بغداد فقال في النهاية : 12 / 197 : ( منصور أبو المعالي الجيلي القاضي الملقب سيدله ، كان شافعياً في الفروع أشعرياً في الأصول وكان حاكماً بباب الأزج ، وكان بينه وبين أهل باب الأزج من الحنابلة شنآن كبير ، سمع رجلاً ينادي على حمار له ضائع فقال : يدخل الأزج ويأخذ بيد من شاء ! وقال يوما للنقيب طراد الزينبي : لو حلف إنسان أنه لا يرى إنساناً فرأى أهل باب الأزج لم يحنث . . . ولهذا لما مات فرحوا بموته كثيراً ) . ( والكامل : 10 / 227 ) . وكان علماء الحنابلة وأئمتهم من العجم ، ففي تاريخ الذهبي : 39 / 89 : ( قال ابن السمعاني : أبو محمد عبد القادر فخر أهل جيلان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره ، فقيه صالح ديِّن ، كثير الذكر دائم الفكر سريع الدمعة ، تفقه على المخرمي وصحب الشيخ حماد الدباس ، قال وكان يسكن باب الأزج في المدرسة التي بنوا له ، مضيت يوماً لأودع رفيقاً لي فلما انصرفنا قال لي بعض من كان معي : ترغب في زيارة عبد القادر والتبرك به فمضينا ودخلت مدرسته وكانت بكرة ، فخرج وقعد بين أصحابه وختموا القرآن فلما فرغنا أردت أن أقوم فأجلسني وقال : حتى نفرغ من الدرس ، وألقى درساً على أصحابه ما فهمت منه شيئاً ! وأعجب من هذا أن أصحابه قاموا وأعادوا ما درس لهم ، فلعلهم فهموا لإلفهم بكلامه وعبارته ) . انتهى . وبهذا يتبين أن ابن بطوطة أخذ كلامه من مبالغات الحنابلة وخيالاتهم ! ويشبه كلامه كلام الصفدي في الوافي : 2 / 129 : ( وكان ( خدابنده ) مسلماً فما زال به الإمامية إلى أن رفَّضوه ، وغيَّر شعار الخطبة وأسقط ذكر الخلفاء من الخطبة سوى