وقال في الذريعة : 7 / 94 : ( الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في الماية السابعة . . . . طبع بعضه في بغداد في 1351 ، وهو من سنة 626 إلى 700 ، وطبع في أوله مقدمة الشيخ محمد رضا الشبيبي ومصطفى جواد البغدادي ، وقد استظهر ثانيهما كون المؤلف شافعياً ، لكن الحق ما استظهر في مجلة العرفان من وجود آثار تشيعه في خلال تصانيفه ، ومال إليه الشبيبي في المحاضرة التاريخية التي ألقاها في بغداد 1359 ، وطبعت في تلك السنة ، وبسط من ترجمه قديماً الذهبي في تذكرة الحفاظ : 4 / 284 ، ولم يدع الوقيعة فيه كما هو ديدنه في كل شيعي ، لكنه احتمل أن يصير سماعه للحديث وكتابته له كفارة عن خطاياه ، وأعظم خطاياه في نظر الذهبي ملازمته الكثيرة لخدمة رئيس الشيعة الخواجة نصير الدين الطوسي ثلاثة عشر عاماً ، وروايته عن مشايخهم الكبار مثل السيد عبد الكريم بن طاوس الذي كتب لخدمته الدر النظيم فيمن سمى بعبد الكريم ، واتصاله بالوزير الجويني ومبالغته في تقريظ هؤلاء ، الذين عبر عنهم الذهبي بالمغول وأتباع المغل ، وترجمه في الشذرات : 6 / 60 ) . انتهى . أقول : ابن الفوطي حنبلي بحكم نشأته في بغداد ومحيطه ، لكنه حنبلي معتدل بحكم تربيته في أجواء الشيعة خاصة تلمذه على صاحب الخلق الرفيع المرجع نصير الدين قدس سرّه وتلميذه الوزير ابن الجويني رحمه الله . إنه دليل على عراقة الانفتاح والحرية المذهبية في الحكم الشيعي بعكس غيره ! وهو من جهة نموذجٌ من خطة المرجع نصير الدين قدس سرّه في انتقاء الطاقات وتنميتها وإطلاقها في الدولة المغولية ومساعدتها لتأخذ مجراها في مكافحة الغزو المغولي وترسيخ الثقافة الإسلامية ، ولو كانت من مذهب آخر ! وهو من جهة ثالثة ، دليلٌ ونموذجٌ على قدرة المذهب الشيعي بخصوصيته وبالحرية التي يتبناها ، على ترويض أتباع المذاهب وإجبارهم على الانفتاح وعدم التعصب ! فظاهرة ابن الفوطي لا تنحصر فيه ولا في مذهبه ، فهناك شيعة