ثم بيَّن السيد الميلاني أن سبب اتهامهم للطوسي قدس سرّه نجاح كتابه ( تجريد الإعتقاد ) الذي نصر به مذهب التشيع المظلوم ، فهو أول كتاب أصَّل بحوث علم الكلام ، وفرض نفسه على الأوساط العلمية والمعاهد ، وصار مرجع البحث والتدريس ، قال : ( حينئذ أصبح الآخرون عيالاً على الخواجة نصير الدين الطوسي قدس سرّه في علم الكلام والعقائد ، وبتبع كتاب التجريد ألفت كتبهم في العقائد ، وهذا مما يغتاظ منه القوم ) ! ثم نقل إعجاب عدد من علمائهم بالمحقق الطوسي قدس سرّه . أقول : ومن مفارقات ابن القيم أنه لخص في شرح قصيدته : 1 / 245 ، ترجمة نصير الدين الطوسي قدس سرّه من تاريخ ابن شاكر ، واختار في تلخيصه مديحاً قوياً له فقد جاء فيه : ( وأما النصير الطوسي فهو محمد بن محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي صاحب الرياضي والرصد ، كان رأساً في علم الأوائل لا سيما في الأرصاد والمجسطي فإنه فاق الكبار . . . وكان حسن الصورة سمحاً كريماً جواداً حليماً حسن العشرة غزير الفضائل ، واختصر المحصل للإمام فخر الدين وهذبه وزاد فيه ، وشرح الإشارات ورد على الإمام فخر الدين في شرحه وقال : هذا جرح وما هو بشرح ! وقال فيه : حررته في عشرين سنة وناقض فخر الدين كثيراً ، ومن تصانيفه التجريد في المنطق ، وأوصاف الأشراف ، وقواعد العقائد والتلخيص في علم الكلام ، وشرح كتاب ثمرة بطليموس ، وكتاب المجسطي ، وشرح مسألة العلم ورسالة الإمامة ، ورسالة إلى نجم الدين الكاتبي في إثبات الواجب ، وحواش على كليات القانون ، وغير ذلك ) . انتهى . فقد تبنى ما لخصه في مديحه وهو أقوى من نقله كلام ابن شاكر كاملاً ، وأقوى من نقله اتهامات شيخه ابن تيمية دون أن يتبناها بل تركها على عهدة شيخه وذمته . أما الذهبي فقد خالف اتهامات ابن تيمية بوضوح ، قال السيد الأمين في كتابه :