الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي / 129 : ( حتى الذهبي وهو في العصبية مع ابن تيمية فَرَسَا رهان ، حتى الذهبي لم يستطع أن يدعي هذه الدعوى على الطوسي فقال في كتابه : سير أعلام النبلاء : 23 / 181 : فضرب ( هولاكو ) أعناق الكل ورفس المستعصم حتى تلف . وقال في / 182 : ثم جرت له ( هولاكو ) محاورة معه وأمر به وبابنه أبي بكر فرفسا حتى ماتا ) . وحسبنا أن يكون المكذب لابن تيمية هو الذهبي ) ! انتهى . أقول : وقد خالف الذهبي ابن تيمية حيث ترجم لنصير الدين الطوسي قدس سرّه في تاريخه : 50 / 113 ، ونقل فيه مديحاً كثيراً ولم يتهمه ، قال : ( محمد بن محمد بن حسن الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الطوسي ، الفيلسوف ، كان رأساً في علم الأوائل لا سيما معرفة الرياضي وصنعة الأرصاد فإنه فاق بذلك على الكبار ، قرأ على المعين سالم بن بدران المصري المعتزلي الرافضي وغيره ، وكان ذا حرمة وافرة ومنزلة عالية عند هولاكو ، وكان يطيعه فيما يشير به ، والأموال في تصريفه ، وابتنى بمدينة مراغة قبة ورصداً عظيماً ، واتخذ في ذلك خزانة عظيمة عالية فسيحة الأرجاء وملأها بالكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة ، حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد . وقرر للرصد المنجمين والفلاسفة والفضلاء وجعل لهم الجامكية ( الرواتب ) وكان سمحاً جواداً حليماً حسن العشرة غزير الفضائل جليل القدر ، لكنه على مذهب الأوائل في كثير من الأصول نسأل الله الهدى والسداد . توفي في ذي الحجة ببغداد وقد نيف على الثمانين ويعرف بخواجا نصير . قال الظهير الكازروني : مات المخدوم خواجا نصير الدين أبو جعفر الطوسي في سابع عشري ذي الحجة ، وشيعه خلائق وصاحب الديوان والكبراء ودفن بمشهد الكاظم . وكان مليح الصورة جميل الأفعال مهيباً عالماً متقدماً سهل الأخلاق متواضعاً كريم الطباع محتملاً ، يشتغل إلى قريب الظهر . ثم طول