أقول : كان هذا العمل من السنة المتعصبين الشوافع ، سنة 633 ، أي قبل حملة هولاكو على بغداد بأكثر من عشرين سنة ! فأين كان العلقمي والطوسي ؟ ! واتهموا الخليفة الناصر العباسي لأنه شيعي ! من عجائب تعصبات أتباع الخلافة ما ذكره أبو الفداء في تاريخه / 759 ، في ترجمة الخليفة الناصر العباسي المتوفى 622 ، قال : ( ويقال إنه هو الذي كاتب التتر وأطمعهم في البلاد ، لما كان بينه وبين خوارزم شاه من العداوة ، أملاً بأن يشغله بهم عن الزحف إلى العراق ) . انتهى . وهذا يدلنا على أن صراع مراكز القوى في دولة الخلافة كان سبباً أساسياً في تطميع المغول بغزو بلاد المسلمين . وإن كنا نرجح أن تهمتهم للخليفة الناصر رحمه الله سببها تشيعه وتعصبهم لخصمه السني المتعصب خوارزم شاه ، لأن خطر المغول لم يكن فعلياً في عصر الناصر ! 13 - من أدلتهم الواهية أن هولاكو لم يقتل ابن العلقمي رحمه الله يثير هذا التساؤل المتعصبون ضد الشيعة ! وجوابه : أن هولاكو أبقى الكثيرين من السياسيين والشخصيات في كل بلد احتله ، واستفاد من كثير منهم . وقد رووا هم أن هولاكو لما حاصر بغداد طلب الخليفة ووزيره ابن العلقمي وقائد جيشه الدويدار والقائد السلجوقي سليمان شاه ، فخاف الخليفة وأرسل وزيره ابن العلقمي وعدداً من الشخصيات ليفاوضوا هولاكو ، لكن بعد فوات الأوان ! وكان مع ابن العلقمي علمان سنيان : فخر الدين أحمد بن الدامغاني وتاج الدين علي بن الدوامي ، وأخبر هلاكو بواقع الأمر وأن رأيه كان من الأول أن يسلم الخليفة لهولاكو بالسلطنة كما سلم لأسلافه السلاجقة والخوارزمية لكنهم لم يسمعوا كلامه ، واستشهد على كلامه باللذيْن معه وطلب