وفي اعتقادي أنهم إذا كانوا مدينين بذلك في تاريخهم لجودة فكر العنصر الآري ، فإنهم مدينون قبل ذلك لفكر مذهب أهل البيت عليهم السلام . 6 - تَنَقُّل مركز التعصب الأموي ضد الشيعة ! نقصد بالتعصب ضد الشيعة : الحالة الأموية المفرطة في العداء لشيعة أهل البيت عليهم السلام وتكفيرهم واستباحة دمائهم ! وقد سماها أهل البيت رحمه الله ( حالة النّصب ) بفتح الباء المشددة ، ويلفظها البعض بضمها ، ومعناها : نصب العداء والحرب . وقد أفتى فقهاؤنا بأن الناصب هو المعادي المظهر عداوته لأهل البيت المعصومين عليهم السلام خاصة ولم يعمموا ذلك لمن عادى شيعتهم ، بل حملوا ما روي في شموله لهم على معنى ذمهم ، وليس على معنى الحكم بكفرهم . ففي علل الشرائع : 2 / 601 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لا تجد رجلاً يقول أنا أبغض محمداً وآل محمد ، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا ) . انتهى . والتعصب ضد الشيعة حالةٌ نفسيةٌ أكثر منها فكرية عقائدية ، ولذلك يظهر منها البغض والعداء والاضطهاد والقتل ، أكثر مما يظهر تبريرها الفقهي بأن الشيعة يعبدون أهل البيت عليهم السلام ، أو يبغضون فلاناً وفلانة من الصحابة ! وقد كانت الشام مركز النصب في زمن معاوية ، واستمرت عليه قروناً ، وقد بقيت منه بقية إلى يومنا هذا ! ثم تنقَّل مركز النصب تبعاً للسياسة ، فكان في بغداد في زمن المنصور والرشيد والمتوكل ، وصار له وجود شعبي في مجسمة الحنابلة . ثم زال من بغداد بسقوط الدولة العباسية ، حيث اعتدل الحنابلة بعد ذلك ، أو اختفى من بقي منهم ناصبياً !