بالكامل عن كل برامج سلسلة الخلفاء العثمانيين ( الأتراك ) ! وليست غربتهم هذه بفعل الغرب ، بل من يوم أعلن الغربيون وفاة الخليفة والخلافة العثمانية رسمياً ، بدون مجلس فاتحة ولا كلمة تأبين ! فمن يومها تلاحظ أن أهل تركيا كأهل بغداد بعد سقوط الخلافة العباسية ، كانوا يسمعون الصراخ والبكاء من البلاد الإسلامية على الخلافة ، والمطالبات بإعادتها ، والحركات لإقامتها ، ويتعجبون من ذلك ولا يفهمونه ! ولم يرتفع منهم حتى صوت واحد يطالب بالخلافة ، ولا نجحت بينهم حركة إسلامية تدعو إلى استئناف الخلافة ! فكأنهم يقولون لهم : فما راءٍ كمن سمعا . لذلك قد تجد عند التركي تعاطفاً مع الأمجاد التي يحكونها له عن مكانة بلده وتاريخه ، لكنه لا يشعر بأن الخلافة كانت تعبيراً عن الضمير التركي ، أو تصلح لأن تكون تعبيراً عنه ! بينما إيران الموجودة مهما كانت جديدة واختلفت برنامجها عن إيران ملوك الصفويين وغيرهم ، هي نفس إيران التي عبَّر أولئك عن ضمير مواطنيها بأسلوبهم الذي يشمل الخطأ والصواب . فإيران استمرار جديد للماضي ، وتركيا وجودٌ جديدٌ بدل الماضي ! ولا مجال للتوسع في المقارنة ، فيكفي أن نذكِّر بأن المشروع الغربي لإيران وتركيا كان واحداً ، وكان رضا شاه أخاً ( شقيقاً ) لكمال أتاتورك ، وقد نجح أتاتورك بالقضاء التام على الجهاز الديني واللغة وحتى حرفها العربي ، بينما أعجزت إيران رضا شاه وابنه ، حتى عبرت عن ضميرها بإسلام أهل البيت عليهم السلام . هذا يجعلنا نتذكر تعبير بعض المؤرخين عن الإيرانيين بأنهم من أكثر الشعوب ثباتاً ، وتكيفاً وحسن تعامل مع الموجات المضادة .