فقبضوا على هذه اللقطة وأهدوها إلى العثمانيين ، فأعلن السلطان سليم نفسه خليفة لرسول الله صلى الله عليه و آله عملاً بالرواية الثانية للإمام الأعظم أبي حنيفة بن النعمان بن زوطي الهروي ، وصرفوا لترويج مذهبه ملايين من أموال فقراء المسلمين ! وينبغي أن نشير هنا إلى أن مذهبنا وإن قام على حديث النبي صلى الله عليه و آله أن الأئمة جعلهم الله في هذا الفرع من قريش ، وهم عترته الإثنا عشر : عليٌّ وأحد عشر إماماً من ولده خاتمهم المهدي عليهم السلام لكن ذلك لا يعني اشتراط أن يكون الحاكم في عصرنا قرشياً أو عربياً ، بل شرطه الكفاءة والعدالة من أي جنسية كان . 3 - فوائد احتكاك المسلمين بالروم بدأ احتكاك المسلمين بالروم بمعركتهم في مؤتة ، ثم في فتح الشام ، وكان أهمها معركة اليرموك ، وقد تقدم أن الروم انهزموا مذعورين ، فأمر هرقل بالإنسحاب إلى القسطنطينية وقال : سلام عليك يا سوريا . لكن استمر الاحتكاك العسكري والتجاري بين القسطنطينية وتوابعها ، وبين المسلمين في الشام ، ثم في المناطق التي فتحوها من تركيا ، وقد عدُّوا لسيف الدولة الحمداني من حلب سبعين غزوة ومعركة مع الروم . ثم جاء الفرنجة من فرنسيين وبرتغال وإنكليز وغيرهم ، فكان ساحل تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر على احتكاك معهم بحروب وتبادل تجاري وثقافي . وتميزت تركيا بأنها جاورت الروم في ساحل المتوسط ، وفي البر من جهة شرق أوروبا ، حيث وصلت فتوحاتها إلى النمسا . وكان في هذا الجوار والصراع فوائد كثيرة استثمرها الأوروبيون فاكتسبوا من المسلمين في مجالات الفكر والعلوم والثقافة ، لكن المسلمين لم يستفيدوا منهم في العلوم الطبيعية إلا ضئيلاً ! والسبب أن حكوماتهم وخاصة الخلافة العثمانية