واصلت محاولاتها الأخذ بثارها ، كما أن إيران لم تسكت رغم استمرار الحرب لمدة قرن أو أكثر ، منذ عدوان السلطان سليم على إيران في سنة 1514 ميلادية ، إلى إبرام الصلح بين السلطان أحمد والشاه عباس سنة 1611 ميلادية ، فكانت النتيجة رجوع الدولتين إلى حدودهما الأولى . لكن أكبر خسارة كانت على شيعة تركيا الذين أبيد قسم كبير منهم ، وسلمَ قسم قليل هم الآن في محافظة أغادير ، وتشرد القسم الأكبر إلى الجبال والبراري البعيدة وهم العلويون الفعليون ، وهاجر قسم إلى إيران وسوريا والعراق ، وبلدان أخرى ! 22 - فتاوى علماء بني عثمان جُق بإبادة الشيعة يطول الأمر لو أردنا استعراض فتاوى علماء السوء بسفك دماء من خالفهم في العقيدة ! وقد شمل ذلك غير الشيعة من المذاهب الأخرى أحياناً ، لكن كل من قتل بهذه الفتاوى من جميع المسلمين لا يبلغ واحدة من المجازر التي كانت ترتكب وما زالت إلى يومنا هذا بحق الشيعة ! وبذلك كان الشيعة أكثر طائفة أعطت الأرواح والأموال والدماء الزاكية في سبيل عقيدتهم وولائهم لأهل البيت عليهم السلام ، ورفضهم ولاء زعماء قريش المخالفين لهم . وإذا أردت أن تضع يدك على بداية شريط هذه السياسة ضد أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، فستجده يوم وفاة النبي صلى الله عليه و آله عندما صدرت فتوى زعماء قريش بقتل المعتصمين في بيت علي وفاطمة عليهما السلام وحرق البيت عليهم إن لم يبايعوا أبا بكر ! قال السيد شرف الدين قدس سرّه في الفصول المهمة في تأليف الأمة / 143 : ( الفصل التاسع