فيمن أفتى بكفر الشيعة ، وتفصيل ما استدل به على ذلك والغرض استئصال بذور الشقاق بإيضاح خطأه واجتثاث أرومة الافتراق ببيان اشتباهه حرصاً على أن لا يكال بصاعه ، واتقاء من تصديقه واتباعه ، وقد اقتصرنا من ذلك على ما وجدناه في باب الردة والتعزير من الفتاوى الحامدية وتنقيحها ، بإمضاء الشيخ نوح الحنفي لاشتهار هذين الكتابين ، ورجوع من بأيديهم منصب الفتوى في المملكة المحروسة إليهما ! قال في جواب من سأله عن السبب في وجوب مقاتلة الشيعة وجواز قتلهم : إعلم أسعدك الله أن هؤلاء الكفرة والبغاة الفجرة جمعوا بين أصناف الكفر والبغي والعناد ، وأنواع الفسق والزندقة والإلحاد ، ومن توقف في كفرهم وإلحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم ، فهو كافر مثلهم ! قال : وسبب وجوب قتالهم وجواز قتلهم البغي والكفر معاً ! أما البغي فإنهم خرجوا عن طاعة الإمام خلد الله تعالى ملكه إلى يوم القيامة وقد قال الله تعالى : فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِئَ إِلَى أَمْرِ اللهِ . والأمر للوجوب فينبغي للمسلمين إذا دعاهم الإمام إلى قتال هؤلاء الباغين الملعونين على لسان سيد المرسلين ، أن لا يتأخروا عنه ، بل يجب عليهم أن يعينوه ويقاتلوهم معه . قال : وأما الكفر فمن وجوه : منها أنهم يستخفون بالدين ويستهزئون بالشرع المبين . ومنها أنهم يهينون العلم والعلماء . ومنها أنهم يستحلون المحرمات ويهتكون الحرمات ومنها أنهم ينكرون خلافة الشيخيْن ويريدون أن يوقعوا في الدين الشَّيْن . ومنها أنهم يطولون ألسنتهم على عائشة الصديقة ويتكلمون في حقها ما لا يليق بشأنها ( من أمر الإفك ) من أن الله تعالى أنزل عدة آيات في براءتها . قال ( والله يعلم أنه كاذبٌ فيما قال ) : ( فهم كافرون بتكذيب القرآن العظيم وسابُّون النبي ضمناً بنسبتهم إلى أهل بيته هذا الأمر العظيم . ومنها أنهم يسبون الشيخين سود الله وجوههم في الدارين . . . إلى أن قال : فيجب قتل هؤلاء الأشرار الكفار تابوا أو لم يتوبوا ، ثم حكم باسترقاق نسائهم وذراريهم ) . ثم قال السيد شرف الدين قدس سرّه : قلت : هذا الذي لا تَبْرُكُ الإبل على مثله ! هذا الذي