15 - مستشار ملك فرنسا يرافق السلطان في حربه لإيران كانت مدة حكم السلطان سليم بضع سنوات فقط ، لكنه قَلَب فيها سياسة الدولة العثمانية رأسأً على عقب ، فأوقف فتوحاتها في أوروبا في أوج انتصاراتها ! وأعلن الحرب على شيعة بلده ، وهاجم إيران ، واحتل مصر وأعلن نفسه خليفة !
في المقابل أبرم معاهدات عديدة مع الغربيين ، وصلنا منها نصوص المعاهدات التي وقعها ابنه سليمان القانوني ! كما أن المصادر لم تذكر حضور السفير الفرنسي مع جيش سليم الذي هاجم إيران وذكرت حضوره مع جيش ولده سليمان ! ولا فرق فقد كانت سياسته وبطانته نفس بطانة أبيه !
قال محمد فريد / 241 : ( وبعد موت السلطان فرانسوا الأول ملك فرنسا حذا ولده هنري الثاني حذوه ونسج على منواله ، في موالاة الدولة العلية والمحافظة على محبتها وتوثيق عرى الألفة والاتحاد معها ، للاستعانة ببحريتها عند الحاجة ! فأبقى المسيو جبريل درامون سفيراً له بدار السعادة ( إستامبول ) وأمره بمرافقة السلطان ( سليمان بن سليم ) في حملته الأخيرة على بلاد العجم فرافقه ! وفي عودته زار بيت المقدس فقابله الرهبان والقسوس بكل احتفال ، لتأييد المعاهدات السابقة القاضية بجعل جميع الكاثوليك المستوطنين بأراضي الدولة العلية تحت حماية فرنسا ) ! !
أقول : هذه سابقة ، فإعطاؤه إدارة كل المسيحيين في الدولة العثمانية إلى فرنسا ذو دلالة كبيرة ! كما أن مرافقة جبريل درامون لجيش السلطان كبيرة الدلالة ! ففي كل الحروب التي شهدها العالم الإسلامي بين الحكام والسلاطين لم يعهد أن ملك دولة غربية أرسل سفيره مع جيش حاكم يغزو دولة أخرى !
وقد وصف محمد فريد انتصار السلطان سليمان على الشاه طهماسب فقال / 222 : ( وبعد أن عين السلطان ابن الأمير شيروان قائداً لحامية مدينة تبريز ، وقبل خضوع

473