الإسلامية والرايات الدينية وسرتُ إلى بلادك لإمحاء رسمك ووجودك ، واضمحلال اسمك وجنودك ، لكن لما كان من سنة الدين وطريق الحق المبين الإخبار والإعلام بالدعوة إلى اتباع شريعة الإسلام ، قبل الإلجاء بالسيف حين لا يفيد أين ولا كيف ، أرسلت إليك مخبراً بأنك إن أخلصت التوبة وصدقت في الأوبة ورجعت عن تلك العقائد القبيحة الفظيعة ، فقد فزت بالمقصد الأسنى ، ولك الأمان مع الزيادة في الحسنى . وإن لم ترجع فلتعلم أني قد سرت إليك بآيات النصر والتمكين ، ورايات الظفر المبين ، عملاً بقوله تعالى : قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ، لترمى بالعذاب مجاهرة والنكال مجاهرة ، والسلام على من اتبع الهدى . فلم يرتدع لذلك ، فأرسل إليه بكتاب ثان بديع اللفظ والمعاني ، فلم يرتدع لفرط العتو والطغيان ، فسار إليه السلطان سليم فتلاقيا في شالدران ) ! أقول : بدأ السلطان سليم رسالته بتكفير الشاه إسماعيل وبيَّن أنه يستند في ذلك إلى فتوى جميع ( علماء الدين والإسلام المحبين لشريعة سيد الأنام ) ! وأن حيثية حكمهم بتكفيره : ( لارتكابك العقائد الفاسدة والضلالات الكاسحة ) أي لأنك شيعي ! وهو نفس الحكم الذي أمر سليم المفتين بإصداره في حق شيعة تركيا ، وجعله سبباً شرعياً لقتلهم فشنَّ عليهم حملة إبادة وتشريد !