أمير كيلان المدعو ملك مظفر خان وغيره من أمراء الفرس الذين تركوا لواء شاه طهماسب ملك العجم وانحازوا إلى ظل الخليفة الأعظم ، سار السلطان بجيوشه إلى مدينة سلطانية التي تقهقر إليها الشاه بجيوشه ، لكن لصعوبة الطرق واستحالة مرور المدافع الضخمة وعربات النقل بها لكثرة الأمطار والأوحال ، تركها السلطان وقصد مدينة بغداد لفتحها ، فلما اقترب منها تقدم إبراهيم باشا الصدر الأعظم وسر عسكر الجيوش العثمانية لاحتلالها قبل قدوم السلطان فدخلها في يوم 24 جمادى الآخرة سنة 941 - 31 دسمبر سنة 1534 ، ووجدها خاوية من الجنود ، إذ تركها حاكمها بكل جنوده هرباً من الوقوع في قبضة الجنود العثمانية فيذيقونه الحمام . وبعد أن أقام السلطان في مدينة بغداد مدة أربعة أشهر رتب الإدارة الداخلية في خلالها ، وزار قبور الأئمة العظام ، وقبر الإمام علي رابع الخلفاء الراشدين كرم الله وجهه في مدينة النجف ، وقبر ابنه الحسين في كربلا ، وأرسل الخطابات إلى البندقية وويانه إعلاناً بانتصاره على الشاه طهماسب ، وافتتاحه مدائن تبريز وبغداد ) . أقول : إرسال السلطان رسائل إلى خصومه وخصوم فرنسا في إيطاليا والنمسا له دلالة كبيرة أيضاً : ( وأرسل الخطابات إلى البندقية وويانه إعلاناً بانتصاره على الشاه طهماسب وافتتاحه مدائن تبريز وبغداد ) . فقد كان السلطان سليمان ساعد فرنسا على النمسا ، وحاصر عاصمتها ويانه مرتيتن وعجز عن فتحها ، لأن شارلكان ملك أسبانيا كان حصنها جيداً . وستعرف أن العثمانيين من السلطان سليم كانوا بيد فرنسا وخاضوا لها حروباً ضد خصومها وأعدائها في أوروبا ! !