خامساً : أن الخانقاهات والتكايا والزوايا ، ما زالت موجودة في بلادنا الإسلامية وقد حلت مكانها في أكثر البلدان الحسينيات والنوادي الثقافية والرياضية ، وأنواع المؤسسات الحكومية والأهلية . 2 - لماذا صار التصوف تنظيماً جماهيرياً واسعاً ؟ القضية الأكبر في الإسلام ، أو قضية الإسلام من أكبر زواياها ، هي أن الله تعالى ، رب العالمين وخالق الأكوان والإنسان ، قد تجلى لرجل من أبناء إبراهيم من ذرية إسماعيل صلى الله عليه و آله ، وأرسل له سيد الملائكة وأنزل عليه رسالة ، فكذبه قومه وظهرت منه المعجزات وآمن به قسم من الناس وحارب أعداءه وانتصر ، وكوَّن أمةً ، وأحدث هذا المد . هذه الحقيقة أثارت في نفوس الشعوب التي دخلت في الإسلام قضية الله تعالى وعبادته ، والإتجاه إلى طلب رضاه والنجاة من عذابه والخلود في جنات النعيم ، فصارت القضية الأولى المطروحة بإلحاح والمعاشة بعمق عند أصحاب النفوس الصافية من مثقفي تلك الشعب وعوامها . وهنا انفتح باب الإجتهاد على مصراعيه ، في كيفية معرفة الله تعالى وعبادته ونشأ التصوف وصار موجة في الشعوب المسلمة ، وتعددت فيه الاجتهادات وتأثرت بثقافات الأديان الأخرى والوثنيات ، وبكل لون وصبغة ! عقيدتنا نحن أتباع أهل البيت عليهم السلام أن الله تعالى كان يعلم أنه لا يجوز في حكمته أن يترك الأمر للناس ليجتهدوا في معرفته وعبادته ، حتى مع وجود القرآن لأنه حَمَّال وجوه ، وحتى مع وجود السنة لأن رواتها مختلفون ، ومفسروها أكثر اختلافاً ، بل لا بد من جعل أئمة معصومين بعد النبي صلى الله عليه و آله