وأما الخليفة فإنه جمع الجموع وجيَّشَ الجيوش وحشر فنادى ! وأتته البعوث من كل حدب ينسلون ! ولما جاء رسول التتار احتفل الجيش وبالغوا ، حتى امتلأ قلبه رعباً ودماغه خيالاً فرجع مخبراً . . . ! ومتى التمس الشخص رحمتهم ازدادوا عتواً ، وإذا اجتمعوا على خمر أحضروا أسارى ويمثلون بهم بأن يقطعوا أعضاءهم فكلما صاح ضحكوا ، نسأل الله العافية . وقد جمع فيهم من كل وحش ردئ خلقه ) . انتهى . 9 - بركة خان المغولي الذي ضخموه ! من الأمور الملفتة في تاريخ المغول أن أتباع الخلافة ضخموا شخصين هما الباخرزي الصوفي ، وسيأتي ذكره في الحديث عن الجوينيين . والثاني : بركة خان بن توشي خان بن جنكيز خان ، فقالوا إنه أسلم على يد الباخرزي وأسلمت مملكته وأقام شعائر الإسلام ، وأنه مع الباخرزي نهيا هولاكو عن عزمه على احتلال بغداد وقتل الخليفة ، فتأخر بسبب ذلك سنتين ! وكثرت رواياتهم عن ( فضائل ) بركة خان ، ومراسلاته وهداياه المتبادلة مع الخليفة ومع سلطان مصر بيبرس ، وصوروا حربه مع هولاكو بأنها كانت بتحريك سلاطين المسلمين ! وأكثر من بالغ في أمر بركة القلقشندي في مآثر الخلافة ، والعيني في عقد الجمان ، وابن خلدون : 5 / 529 . وقال الذهبي في تاريخه : 49 / 189 : ( بركة بن توشي بن جنكز خان المغلي ، ملك القفجاق وصحراء سوداق ، وهي مملكة متسعة مسيرة أربعة أشهر وأكثرها براري ومروج ، وبينها وبين أذربيجان باب الحديد في الدربند المعروف . . . وكان قد أسلم وكاتب الملك الظاهر . . . وله عساكر عظيمة ومملكة تفوق مملكة هولاكو من بعض الوجوه ، وكان يعظم العلماء ويعتقد في الصالحين ولهم حرمة عنده . من أعظم الأسباب لوقوع الحرب بينه وبين هولاكو كونه قتل الخليفة . . . وقد سافر من سقسين سنة نيف وأربعين إلى بخارى لزيارة الشيخ سيف الدين الباخرزي ، فقام على باب الزاوية إلى الصباح ثم دخل وقبل رجل الشيخ . وأسلم