الأعصار . ونحن نخاف غضب الله على هذه البلاد لفقدان الرشد وعدم الإرشاد ، والمأمول من إنعامه العام وإكرامه التام أن يتفضل علينا ويتوجه إلينا متوكلاً على الله القدير ، غير متعلل بنوع من المعاذير إن شاء الله تعالى . والمتوقع من مكارم صفاته ، ومحاسن ذاته إسبال ذيل العفو على هذا الهفو ، والسلام على أهل الإسلام . المحب المشتاق : علي بن مؤيد ) . انتهى . ولم يذكروا تاريخ هذه الرسالة ، فقد حكم علي بن المؤيد السلطة سبعة عشر سنة من سنة 766 وعزله تيمور سنة 783 ، وقتله سنة 795 . قصة غامصة عن تيمور وعلي بن مؤيد قال ابن عربشاه في عجائب المقدور / 19 : ( قصد ( تيمور ) بعساكره مدينة سبزوار وكان واليها يدعى حسن الجوري مستقلاً بالإمارة وهو رافضي ، فما أمكنه إلا الإطاعة واستقباله من الهدايا والخدم بما استطاعه ، فأقره على ولايته وزاد في رعايته ) . انتهى . وقد أخطأ ابن عربشاه ، لأن الجوري قتل قبل ذلك سنة 743 ، وكان حاكم سبزوار ودولة السربدارية علي بن المؤيد ، الذي نقل عنه ابن عربشاه القصة الغريبة التالية : فصل : وكان من عادة تيمور وفكره أنه كان في أول أمره إذا نزل بأحد مستضيفاً استنسبه وحفظ اسمه ونسبه وقال له : إذا بلغك أني استوليت وعلى الممالك استقليت فأتني بعلامة كذا ، فإني أكافؤك إذا . فلما انتشر ذكره وشاع أمره وفشا في الدنيا خبره وخبره هرعت الناس بالعلائم إليه ، ووفدت من كل فج عميق عليه ، وكان ينول كل أحد منزلته ويحله مرتبته . ذكر ما جرى لذلك الداعر في سبزوار : وكان في مدينة سبزوار رجل شريف من الشطار يدعى السيد محمد السربدال معه جماعة من الرجال كلهم دعار يسمون السربداليه يعني الشطار ، وكان هذا السيد رجلاً مشهوراً ، بالمآثر والفضائل مذكوراً ، فقال تيمور عليَّ به ، فإني ما جئت إلا بسببه وقد كنت متشوقاً إليه ومتشوقاً لعلم ما