2 - التشكل السياسي والفكري الجديد لبغداد والعراق يمكنك أن تعرف تأثير موجة التشيع التي أحدثها نصير الدين والعلامة الحلي رضوان الله عليهما ، في بغداد ، من الصورة الخيالية التي يقدمها أتباع الخلافة ، ومن الواقع الذي اختارته بغداد ، بعد انهيار مركزية دولة المغول ! فقد صور رواة الخلافة أن المغول احتلوا بغداد بمساعدة الشيعة ، وأنهم فرضوا على أهل بغداد والسنة في العراق حكماً شيعياً ، ثم فرضوا عليهم المذهب الشيعي ومنعوا ذكر أبي بكر وعمر في خطبة الجمعة . وزعموا أن السنيين ثاروا في بغداد ! وقد تقدم قولهم لابن بطوطة إن الحنابلة في محلة باب الأزج خرجوا في اثني عشر ألف مقاتل مستنكرين مرسوم السلطان محمد خدابنده في حذف اسم أبي بكر وعمر من الأذان ! ولم تمض مدة حتى انكشفت هذه الأكاذيب ، فقد شاء الله تعالى أن ينهار حكم المغول بعد هذا التاريخ بقليل بموت السلطان بو سعيد بن خدابنده ، فأين كان السنة ، والاثنا عشر ألف مقاتل من محلة باب الأزج وحدها ؟ بل لماذا لم يظهر من مجموع السنة أتباع الخلافة في العراق عشرة آلاف مقاتل ليحسموا الأمر ويطردوا بقية المغول ويعيدوا الخلافة ؟ ! ولماذا اختار أهل العراق حاكماً من المغول الشيعة ؟ أو رضوا به ولم يقاوموه ؟ الجواب : أن بغداد طلقت الخلافة العباسية بالثلاث غير آسفة عليها ، فعندما جاءت موجة الثقافية الشيعية ونمط الحكم الحيوي الذي قدمه التشيع في الحرية والبناء ، تغيرت آراء الناس فلم يعد يتعصب لخلافة بني العباس أحد ، ولم يعد يعادي مذهب أهل البيت عليهم السلام أحد ، اللهم إلا الشاذ النادر ، وصار