شهر شعبان أوله الخميس : فيه قدم قاضي القضاة ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون من دمشق ، وقد أذن له تمرلنك في التوجه إلى مصر وكتب له بذلك كتاباً عليه خطه وصورته تيمور كركان ، وأطلق معه جماعة بشفاعته فيهم منهم القاضي صدر الدين أحمد بن قاضي القضاة جمال الدين محمود القيصري ناظر الجيش . . . وفي سابعه : قدم الأمير سيف الدين شيخ المحمودي نائب طرابلس هارباً من تمرلنك فتلقاه الأمراء وقدموا إليه الخيول بالسروج الذهب والكنابيش الذهب والقماش والجمال وغير ذلك . . الخ . ) . وقال في النجوم الزاهرة : 12 / 247 ، تعليقاً على فرض الضرائب الباهضة على أهل مصر : ( قلت وبالجملة فهم أحسن حالاً من أهل دمشق وإن أخذ منهم نصف ما لهم ! وأيْش يعمل ( الأمير ) السالمي مسكين وقد ندبه السلطان لإخراج عسكر ثان من الديار المصرية لقتال تيمور . . . . ثم في خامس شعبان برز الأمراء المعينون للسفر لقتال تيمور بمن عين معهم من المماليك السلطانية وأجناد الحلقة ، إلى ظاهر القاهرة ، وهم الذين كانوا بالقاهرة في غيبة السلطان بدمشق . . . وفي اليوم قدم الأمير شيخ المحمودي نائب طرابلس فاراً من أسر تيمور إلى الديار المصرية ، وأخبر برحيل تيمور إلى بلاده ، فرسم السلطان بإبطال السفر ورجع كل أمير إلى داره من خارج القاهرة . ثم في الغد قدم دقماق المحمدي نائب حماة فاراً أيضاً من تيمور ) . انتهى . 10 - تواطَأ السلطان الشركسي مع تيمور المغولي ! الذي أظنه قوياً أن السلطان الناصر بن برقوق اتفق مع تيمور أن يترك له الشام يستبيحها كما يشاء ، مقابل أن يترك له تيمور مصر ولايهاجمها ! ومن مؤشرات ذلك اختفاء المراسلات بينه وبين تيمور في تلك المدة ، فلم يذكر المؤرخون من أتباعه إلا رسالة متأخرة جاءته من تيمور عند رحيله ، فأرسل له جوابها مع الأمير بيسق ( السلوك / 1781 ) ! والمفروض أن تتواصل بينهما الرسائل المملوءة