8 - نماذج من قسوة المغول ووحشيتهم ! يتعجب الإنسان من سرعة هذه الحملة الكاسحة رغم بُعد المناطق التي شملتها ووعورة طرقها وإحكام حصونها ودفاع أهلها عنها ، وكان أحياناً دفاعاً قوياً مستميتاً ! لكن يبطل العجب عندما يقرأ حالة الرعب العامة التي أصابت الشعوب والحكام والجيوش والشعوب من مجرد اسم . . المغول ! وقد تعمد قادة المغول إطلاق غرائز جنودهم الوحشية لتخويف الشعوب منهم ! وهذه فقرات تصف وحشيتهم من تاريخ ابن الأثير المعاصر لغزوهم ، قال في : 12 / 358 وبعدها : ( فلو قال قائل إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً ، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها ! ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل وتخريب البيت المقدس ، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس ؟ ! وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا ؟ ! فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل ! وأما الدجال فإنه يُبقي على من اتبعه ويهلك من خالفه ، وهؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء والرجال والأطفال ، وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنَّة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . . . . ثم قصدوا بلاد قفجاق وهم من أكثر الترك عدداً فقتلوا كل من وقف لهم فهرب الباقون إلى الغياض ورؤوس الجبال وفارقوا بلادهم ، واستولى هؤلاء التتر عليها فعلوا هذا في أسرع زمان ، لم يلبثوا إلا بمقدار مسيرهم لا غير . ومضى طائفة أخرى غير هذه الطائفة إلى غزنة وأعمالها وما يجاورها من بلاد الهند وسجستان وكرمان ، ففعلوا فيها مثل فعل هؤلاء وأشد ! هذا ما لم يطرق الأسماع مثله فإن الإسكندر الذي اتفق المؤرخون على أنه ملك الدنيا ، لم يملكها