9 - ثم اجتاح تيمور ديار بكر وحلب ودمشق ! وصف ابن تغري حملة تيمور على حلب والشام وتأثير ذلك على مصر ، بتفصيل ، ونأخذ منه خلاصة ، لأنه شاهد متحيز لأهل ومصر . قال في النجوم الزاهرة : 12 / 227 : ( وأما أهل دمشق فإنه لما قدم عليهم الخبر بأخذ حلب ، نُوديَ في الناس بالرحيل من ظاهرها إلى داخل المدينة ، والاستعداد لقتال العدو المخذول فأخذوا في ذلك ، فقدم عليهم المنهزمون من حماة ، فعظم خوف أهلها وهمُّوا بالجلاء فمُنعوا من ذلك ونُودي : من سافر نُهب ! فعاد إليها من كان خرج منها ، وحُصِّنت دمشق ونُصبت المجانيق على قلعة دمشق ، ونُصبت المكاحل على أسوار المدينة ، واستعدوا للقتال استعداداً جيداً إلى الغاية . ثم وصلت رسل تيمور إلى نائب الغيبة بدمشق ليتسلموا منه دمشق ، فهمَّ نائب الغيبة بالفرار فرده العامة رداً قبيحاً ، وصاح الناس وأجمعوا على الرحيل عنها واستغاث النساء والصبيان وخرجت النساء حاسرات لا يعرفن أين يذهبن حتى نادى نائب الغيبة بالاستعداد ، وقدم الخبر في أثناء ذلك بمجئ السلطان إلى البلاد الشامية ففتر عزم الناس عن الخروج من دمشق ما لم يحضر السلطان ! وأما أمراء الديار المصرية فإنه لما كان ثامن عشر شهر ربيع الأول وهو بعد أخذ تيمور لمدينة حلب بسبعة أيام ، فُرقت الجماكي ( المخصصات ) على المماليك السلطانية بسبب السفر ، ثم في عشرينه نودي على أجناد الحلقة بالقاهرة أن يكونوا في يوم الأربعاء ثاني عشرينه في بيت الأمير يشبك الشعباني الدوادار للعرض عليه . ثم في خامس عشرينه ورد عليهم الخبر بأخذ تيمور مدينة حلب وأنه يحاصر قلعتها ، فكذبوا ذلك وأمسك المخبر وحُبس ، حتى يعاقب بعد ذلك على افترائه ! ووقع الشروع في النفقة فأخذ كل مملوك ثلاثة آلاف وأربعمائة درهم ، ثم خرج الأمير سودون من زادة والأمير إينال حطب على الهِجْن في ليلة الأربعاء تاسع عشرينه لكشف هذا الخبر ، ثم ركب الشيخ سراج الدين عمر البلقيني وقضاة القضاة