5 - لماذا تشيع السلطان محمد خدابنده ؟ ذكروا ثلاثة أمور في أسباب تشيع السلطان قازان وأخيه محمد خدابنده . الأول : أن السلطان طلق زوجته بالثلاث وندم ، فأفتى له فقهاء المذاهب بأن طلاقه صحيح وأنها تحرم عليه حتى تنكح زوجاً غيره ، فأرشدوه إلى العلامة الحلي قدس سرّه فأحضره وناظر الفقهاء وأثبت لهم بطلان الطلاق ، لأنه بلا شهود ، وأنه الطلاق بالثلاث إذا استجمع الشروط لا يقع إلا طلاقاً واحداً . . الخ . والثاني : أن السلطان زار قبر أمير المؤمنين عليه السلام ورأى مناماً في النجف ، فدفعه ذلك إلى البحث عن مذهب التشيع ، فأعجبه وانتمى إليه . والأمر الثالث : أن السلطان غازان خان محمود كان سنة 702 في بغداد ، فاتفق أن سيداً علوياً صلى الجمعة مع السنة ، ثم صلى الظهر منفرداً فقتلوه ! فشكا ذووه إلى السلطان ، فتألم له وغضب من قتل رجل من أولاد الرسول صلى الله عليه و آله ، لمجرد أنه إعادة صلاته ! فأخذ يبحث عن المذاهب وكان في أمرائه جماعة متشيعون منهم الأمير طرمطار بن مانجو بخشي ، وكان في خدمة السلطان من صغره وله وجه عنده فرغَّبه بمذهب التشيع فدخل فيه واهتم بالسادة وعمارة مشاهد الأئمة عليهم السلام وأسس دار السيادة في إصفهان وكاشان وسيواس روم ، وأوقف عليها أملاكاً كثيرة ، وكذا في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام وقد بقيت بعض آثاره إلى الآن . وأنه بعد أن توفي سنة 703 خلفه أخوه وأعلن تبنيه لمذهب الشيعي . ومصدر هذه الروايات الثلاثة كتاب ( ذيل جامع التواريخ ) للمؤرخ الحافظ آبرو الخوافي ، وبعضهم نقلها عن مخطوط ( اللئالي المنتظمة ) . ( راجع في الموضوع : خاتمة المستدرك : 2 / 403 ، ولؤلؤة البحرين / 224 ، ومجالس المؤمنين : 2 / 571 . ومقدمة طبعة قواعد الأحكام وإرشاد الأذهان ، وشرح تبصرة المتعلمين ) .