وشهدت به الدراسات المنصفة لعهد الحكم المغولي في العراق وإيران . 11 - الإعمار والعدل في حكم الجوينيين قال في أعيان الشيعة : 8 / 7 : ( وترجع شهرة الجويني مضافاً إلى عبقريته السياسية ونجاحه في إدارة شؤون الدولة المغولية ولا سيما في العراق ، إلى غزارة علمه والى آثاره الممتعة في الأدب والسياسة والتاريخ ، وتشجيعه للتأليف والمؤلفين في شتى الفنون . وقد كتب ابن الفوطي لخزانته كثيراً من الكتب ومنها تاريخه الكبير ، كما أهدى ابن ميثم البحراني شرح نهج البلاغة له وأهدى ابن كمونة بعض مؤلفاته لآل الجويني ، منها كتابه في شرح الإشارات أهداه لشمس الدين الجويني صاحب ديوان الممالك . ويَعُدُّ ابن الفوطي أعظم أيادي الجويني عليه إعادته إلى بغداد ، واليكم ما يقوله في ترجمة الجويني : هو الذي أعادني إلى مدينة السلام سنة تسع وسبعين وستمائة وفوض إليَّ كتابة التاريخ والحوادث ، وكتب لي الإجازة بجميع مصنفاته ، وأملى عليَّ شعره في قلعة تبريز سنة سبع وسبعين وستمائة " . هذا وقد عهد إلى ابن الفوطي فور وصوله إلى بغداد بالإشراف على خزانة المستنصرية ، وهو عمل أتقنه ابن الفوطي منذ كان في مراغة ، وتعد كتب ابن الفوطي أحسن مرجع للاطلاع على شؤون الكتب والمكتبات العامة والخاصة ، خصوصاً ما كان منها في عصره كمكتبة دار الرصد ومكتبة المستنصرية هذه ، وقد رفعته خبرته في فن الخطوط ومعرفته بمشاهير الناسخين والخطاطين ، وحذقه بأصول إنشاء المكتبات إلى مستوى الأئمة في هذا الشأن ، وقد كون لنفسه مكتبة خاصة تعدُّ بين المكتبات الثمينة المعروفة في عصره ، وكان منزله ومكتبته المذكورة في بغداد ملتقى طلبة العلم ، ومجتمع الطبقة المهذبة من البغداديين والطارئين على بغداد ، ومن عادته أن يشير في معجمه إلى زواره وزوار مكتبته من العلماء والأعيان ، أو من المعجبين