بمؤلفاته المتنافسين في اقتناء آثاره في شتى المواضيع والفنون . كانت مكتبة المستنصرية المذكورة في وقت إشراف ابن الفوطي على شؤونها أشهر مكتبة عامة في العالم كله ، كما كانت مفخرة من مفاخر بغداد ، وتزار في مقدمة ما يقصد ويزار من معاهدها العظيمة ، وقد عني ابن الفوطي بتاريخها من هذه الناحية ووصف زيارة من زارها من الملوك والرؤساء وغيرهم في أيامه ، ومنهم سلاطين المغول وأعيانهم ، فقد زارها منهم السلطان محمود غازان في مقدمه إلى بغداد سنة 696 ، كما زارها أشهر رجال دولته القادمين معه . قال ابن الفوطي في الحوادث الجامعة : دخل خزانة الكتب ولمحها . . . الخ . ) . انتهى . أقول : لا بد أن نذكر مع مؤهلات الجويني والفوطي وأمثالهما من الكوادر والشخصيات ، أن سبب نجاحهم هو النمط الفكري والعملي الذي تعلموه من أستاذهم العبقري نصير الدين قدس سرّه ، وإلا فقد عمل أمثالهم من النابغين في الإدارة والثقافة مع النظام العباسي وضاعوا في أنفاق نظامهم المتعصب الفاسد ، أو اصطدموا بالعقبات الكبيرة لطموحهم ومشاريعهم ، كأكثر الوزراء الشيعة مثل آل الفرات ، وآل روح ، وآل العلقمي . وقد اعتمد الذهبي على شهادة ابن الفوطي الحنبلي في مدح الجوينيين الشيعة ! قال في تاريخه : 51 / 80 : ( وكان علاء الدين وأخوه فيهما كرم سؤدد وخبرة بالأمور وفيهما عدل ورفق بالرعية وعمارة للبلاد . وليَ علاء الدين نظر العراق سنة نيف وستين بعد العماد القزويني ( عمر القضوي ) فأخذ في عمارة القرى وأسقط عن الفلاحين مغارم كثيرة ، إلى أن تضاعف دخل العراق وعظم سوادها ، وجرَّ نهراً من الفرات مبدؤه من الأنبار ومنتهاه إلى مشهد علي رضي الله عنه ، وأنشأ عليه مائة وخمسين قرية . ولقد بالغ بعض الناس وقال : عَمَّر صاحب الديوان بغداد حتى كانت أجود من أيام الخلافة . ووجد أهل بغداد به راحة . وحكى غير واحد أن أبغا قدم العراق