المستعصم بالله ولي العهد أولاً ، ثم زوجة الصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني ثانية ، فقد جعل عفيف الدين ربيع هذا مدرساً للحنفية فيها . . . العصمتية التي ذكرنا آنفاً تاريخ افتتاحها ، كانت مجاورة لمشهد عبيد الله العلوي المعروف اليوم بأبي رابعة بالأعظمية ) . ( هامش الغارات : 2 / 878 ) : وهذا يدل على أن الحكام الشيعة كانوا يعتقدون بحرية المذاهب ويطبقونها ، وأن علاء الدين لم يجبر زوجته الأيوبية على مذهبه ، بل احترم عقيدتها ونفذ رغبتها في بناء مدرسة لفقه مذهبها ! وهو أمرٌ لم يقم به أي حاكم في العراق مطلقاً إلا في عصر حكم الشيعة البويهيين ، أو في عصر الخليفة الناصر العباسي الشيعي ، أو عصر الحكم الشيعي في سلطان المغول ! وينبغي أن نلفت إلى أن هولاكو كان نَصَبَ عمر بن محمد القضوي القزويني حاكماً على العراق قبل الجويني ، وقد عمل بنفس سياسة الجوينين لكنه لم يعش طويلاً ، وهو أمر يشير إلى أن واضع سياسة الإعمار والحرية هو نصير الدين عليه السلام ، وأنه الذي اختار الجوينيين وعمر القضوي قبلهم . قال ابن الفوطي عن عمر القضوي : ( كان من أعيان أهل قزوين المعروفين بمتانة الدين وحسن اليقين . . . عمر المساجد والمدارس ورمم الربط والمشاهد وأجرى الجرايات من وقوفها للعلماء والفقهاء والصوفية وأعاد رونق الإسلام بمدينة السلام . . ) . ( الإسماعيليون والمغول / 287 ) . 9 - الحرية المذهبية جزءٌ من مذهب التشيع قد يقال : لماذا لم يقم نصير الدين والعلامة الحلي وعلماء الشيعة بتحويل أجهزة الدولة ، خاصة جهازها الديني والقضائي إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام ؟ والجواب : أن ذلك كان ممكناً ، فمن السهل تحويل المدرسة النظامية أو