للزوار ، وشجع حركة التأليف وأعطى الجوائز للمؤلفين . وتقرأ أن علاء الدين الجويني رحمه الله طلب من الشيخ ميثم البحراني ، فألف له كتاباً في شرح نهج البلاغة ، وطلب من الطبري الشيعي المتعصب لمذهبه أن يؤلف له كتباً في السقيفة وفضائل أهل البيت عليهم السلام وظلامتهم . ( الذريعة : 18 / 95 ) . فتقول إنهم شيعة متعصبون ! ثم تقرأ عن خدماتهم لمعاهد المذاهب السنية ، ورعايتهم للمدرستين النظامية والمستنصرية ، اللتين أسستا لتعليم المذاهب الأربعة وتخريج القضاة والعلماء ، وأن الجوينيين ومن بعدهم من الحكام الشيعة أبقوها على وضعهما ، وحافظوا على استمرارهما في عملهما دون مساس أو تغيير . . وتقرأ عن إبقائهما الجهاز القضائي السني كما كان في عصر الخلافة ، باستثناء المناطق الشيعية فقد عينوا فيها قضاة شيعة . وتقرأ عن تشجيعهم لعلماء السنة أن يؤلفوا في مذاهبهم ، وإعطائهم الجوائز على ذلك ! فتقول إن الجوينيين سنيون ، لكنهم يدارون الشيعة مداراة ! لكن كل القضية أنهم كانوا شيعة بعقلية نصير الدين الطوسي قدس سرّه والعلامة الحلي قدس سرّه فهم يؤمنون بالحرية الفكرية والحرية المذهبية ! وهذه القناعة بالحرية هي التي جعلت علاء الدين الجويني يستكتب الطبري الشيعي وأمثاله من المتشددين للتشيع ، وفي نفس الوقت كانت زوجته عصمت خاتون حفيدة صلاح الدين الأيوبي متعصبة لمذهبها الحنفي ، وأرادت أن تبني مدرسة خاصة لتدريسه ، فبناها لها زوجها الحاكم الشيعي ! قال الدكتور مصطفى جواد رحمه الله : ( ففيها ( 671 ) تكاملت عمارة المدرسة العصمتية نسبة إلى ذات العصمة شاه لبني بنت عبد الخالق بن ملكشاه بن أيوب الأيوبية ، زوجة أبي بكر أحمد بن