بالعفو وشمل ابن الجويني ! لكن روايته لطريقة نصير الدين في التأثير على هلاكو لا تتناسب مع شخصيته وأخلاقه قدس سرّه لكن القصة تدل على أنه كان صاحب دالة على هولاكو ، وصاحب يد على الجوينيين ، مصراً على تقوية موقعهم في الدولة المغولية . 8 - الجوينيون طبقوا مذهب التشيع في الحرية والإعمار يأخذك العجب عندما تقايس بين نمط الإدارة المغولي ونمط الإدارة المملوكي ، مع أنهما متعاصران ، وجنس المماليك متقارب مع جنس المغول ، بل هم مشتركون في الذهنية وكثير من العادات وحتى في الدم ! لكن المماليك في مصر والبلاد التابعة لها ، حكموا مباشرة وتدخلوا في صغار الأمور ! والمغول في العراق والبلاد التابعة له حكموا من بعيد بشكل غير مباشر ، ولم يتدخلوا إلا في نصب كبار الولاة وعزلهم . وقد حققت هذه السياسة مشاركة واسعة لأهل البلاد في حكمها وإدارتها ، كما حققت قدراً كبيراً من الحرية الفكرية والمذهبية ضمن الإطار العام الذي تتبناه السلطة ، خاصة أن المغول بقادتهم وجنودهم غائبون غالباً عن المحافل السياسية والاجتماعية ، بينما المماليك حاضرون حتى في السوق والقرية ! هنا تلمس بصمات نصير الدين الطوسي قدس سرّه ونظرية المذهب الشيعي في الحكم والحرية ! فقد استطاع رحمه الله أن يقنع طاغية المغول بهذا النمط من إدارة البلاد ، وأن يركز جهده على اختيار ( الكوادر ) الكفوءة في الحكم والإدارة . ومع أن الجوينيين فُرْسٌ لكنهم عرب الثقافة مقبولون عند السنة العراقيين الذين خسروا نظام الخلافة ، ومقبولون عند الشيعة بحكم رعاية المرجع نصير الدين لهم ، وتشيعهم على يده . وهم أصحاب كفاءة سياسية وإدارية عالية ،