ويجيدون التعامل مع الناس ، لأنهم من عائلة اجتماعية معروفة هي عائلة الفضل بن الربيع أشهر وزراء المأمون . ومن هنا كان اختيارهم لحكم العراق موفقاً ، فقد كان إنجازهم في ربع قرن أفضل من إنجاز الخلافة العباسية في قرنين ! تقرأ عن الجوينيين محمد وأولاده شمس الدين وعلاء عطا ملك ، فتجد لهم آثاراً جليلة وأنهم أعادوا بناء مدن العراق وقراه وازدهار زراعته وتجارته في مدة وجيزة ، حتى شهد بعض المؤرخين بأنه عاد أفضل مما كان قبل احتلال المغول ! وكان سر نجاحهم قبل كفاءتهم تطبيقهم لنظرية المذهب الشيعي في الحرية التي رسمها لهم نصير الدين قدس سرّه ! وهو أمرٌ لم ينتبه له الباحثون أو لا يريدون الاعتراف به من فهمه ! تقرأ عن اهتمام الجوينيين بالعلم وتشييد المكتبات والمدارس والمستشفيات وخدمة العلماء وطلبة العلم وإكرامهم من كل المذاهب . . فتقول إنهم حكام محترفون للإعمار والتنمية ، ولا شأن لهم بالمذهب ؟ ! وتقرأ أن نصير الدين الطوسي قدس سرّه قد ألف كتاب تلخيص المحصل باسم عطا ملك الجويني سنة 669 ، وهو نقدٌ لعقائد الفخر الرازي المسمى : محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين . كما ألف رسالة أوصاف الأشراف بالفارسية حول أخلاق العرفاء والزهاد ، لأبيه محمد الجويني . ( مستدركات أعيان الشيعة : 1 / 233 ) وأن علاء الدين الجويني ( عطا ملك ) كان شاعراً وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام وبيعته يوم الغدير ، وفي مدح المحقق الطوسي قدس سرّه . ( الغدير : 5 / 436 ) . وتقرأ زياراتهم لمشاهد الأئمة عليهم السلام في الكاظمين والنجف وكربلاء وسامراء ، واهتمامهم بها وبحوزاتها وعلمائها ، وبمشاريع البنى التحتية فيها ، ومنها أنه شق نهراً من الأنبار إلى النجف ، ونهراً في كربلاء ، وشييد مدارس للطلاب وفنادق