قتالهم ودخلوها عنوة بالسيف ، فاقتتلوا هم وأهل البلد في باطنه ، حتى صاروا يقتتلون بالسكاكين ، فقتل من الفريقين ما لا يحصى ! ثم فارقوا قزوين فعُدَّ القتلى من أهل قزوين فزادوا على أربعين ألف قتيل . . . فلما حصروها ( مراغة ) قاتلهم أهلها فنصبوا عليها المجانيق وزحفوا إليها ، وكانت عادتهم إذا قاتلوا مدينة قدموا من معهم من أسارى المسلمين بين أيديهم يزحفون ويقاتلون ، فإن عادوا قتلوا ، فكانوا يقاتلون كرهاً ، وهم المساكين كما قيل : كالأشقر إن تقدم ينحر وإن تأخر يعقر ! وكانوا هم يقاتلون وراء المسلمين فيكون القتل في المسلمين الأسارى ، وهم بنَجْوَة منه ! فأقاموا عليها عدة أيام ، ثم ملكوا المدينة عنوة وقهراً رابع صفر ، ووضعوا السيف في أهلها ، فقتل منهم ما يخرج عن الحد والإحصاء ، ونهبوا كل ما يصلح لهم وما لا يصلح لهم أحرقوه ! واختفى بعض الناس منهم ، فكانوا يأخذون الأسارى ويقولون لهم : نادوا في الدروب إن التتر قد رحلوا ! فإذا نادى أولئك خرج من اختفى فيؤخذ ويقتل ! وبلغني أن امرأة من التتر دخلت داراً وقتلت جماعة من أهلها وهم يظنونها رجلاً فوضعت السلاح فإذا هي امرأة ، فقتلها رجل أخذته أسيراً ! وسمعت من بعض أهلها أن رجلاً من التتر دخل داراً فيه مائة رجل ، فما زال يقتلهم واحداً واحداً حتى أفناهم ، ولم يمد أحد يده إليه بسوء ! ووضعت الذلة على الناس فلا يدفعون عن نفوسهم قليلاً ولا كثيراً ، نعوذ بالله من الخذلان !