ثم رحلوا عنها نحو مدينة إربل ، ووصل الخبر إلينا بذلك بالموصل فخفنا . . . وكانت الأقوات متعذرة في تلك البلاد جميعها ، لخرابها وقتل أهلها وجلاء من سلم منهم ، فلا يقدر أحد على الطعام إلا قليلاً ، وأما التتر فلا يبالون لعدم الأقوات لأنهم لا يأكلون إلا اللحم ، ولا تأكل دوابهم إلا نبات الأرض ، حتى إنها تحفر بحوافرها الأرض عن عروق النبات فتأكلها ! وقوي التتر على المسلمين ( في أربيل ) فأفنوهم قتلاً ، ولم يسلم إلا من كان عمل له نفقاً يختفي فيه ! وبقي القتل في المسلمين عدة أيام ثم ألقوا النار في البلد فأحرقوه . . . ثم إنهم ملكوا البلد ( بيلقان ) عنوةً في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وست مائة ووضعوا السيف فلم يبقوا على صغير ولا كبير ولا امرأة ! حتى إنهم يشقون بطون الحبالى ويقتلون الأجنة ! وكانوا يفجرون بالمرأة ثم يقتلونها ! وكان الإنسان منهم يدخل الدرب فيه الجماعة فيقتلهم واحداً بعد واحد ، حتى يفرغ من الجميع ، لا يمد أحد منهم إليه يداً » ! وفي الكامل : 12 / 397 : « فوصلوا إلى قرية تسمى المؤنسة وهي على مرحلة من نصيبين بينها وبين الموصل ، فنهبوها ، واحتمى أهلها وغيرهم بخان فيها فقتلوا كل من فيه ! وحكي لي عن رجل منهم أنه قال اختفيت منهم ببيت فيه تبن ، فلم يظفروا بي ، وكنت أراهم من نافذة في البيت ، فكانوا إذا أرادوا قتل إنسان فيقول لا بالله ! فيقتلونه ، فلما فرغوا من القرية ونهبوا ما فيها وسبوا الحريم ، رأيتهم وهم يلعبون على الخيل ويضحكون ، ويُغَنُّون بلغتهم بقول : لا بالله » ! وفي الكامل : 12 / 501 : « ولقد بلغني أن إنساناً منهم أخذ رجلاً ولم يكن مع التتري