رضي فقد شكر ، ومن أبى فقد كفر ! وأنكر أهل الكرخ الزيادة وقالوا : ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه على مساجدنا ، فأرسل الخليفة القائم بأمر الله أبا تمام نقيب العباسيين ونقيب العلويين وهو عدنان بن الرضا ، لكشف الحال وإنهائه ، فكتبا بتصديق قول الكرخيين ، فأمر حينئذ الخليفة ونواب الملك الرحيم ( آخر السلاطين البويهيين ) بكف القتال فلم يقبلوا ! وانتدب ابن المذهب القاضي والزهيري وغيرهما من الحنابلة أصحاب عبد الصمد أن يحمل العامة على الإغراق في الفتنة ، فأمسك نواب الملك الرحيم عن كفهم غيظاً من رئيس الرؤساء لميله إلى الحنابلة ، ومنع هؤلاء السنية من حمل الماء من دجلة إلى الكرخ . . . وتشدد رئيس الرؤساء على الشيعة فمحوا خير البشر وكتبوا : عليهما السلام ، فقالت السنية لا نرضى إلا أن يقلع الآجر الذي عليه محمد وعلي وأن لا يؤذَّن بحيَّ على خير العمل ! وامتنع الشيعة من ذلك ودام القتال إلى ثالث ربيع الأول » ! 10 - وفي تاريخ الذهبي : 30 / 9 : « سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة . . فلما كان في ربيع الآخر خطب ( وزير الخليفة ) بجامع براثا مأوى الشيعة ، وأسقط من الأذان حي على خير العمل ، ودق الخطيب المنبر بالسيف ، وذكر في خطبته العباس » . انتهى . أقول : لاحظ فعل الخطيب بحضور وزير الخليفة ، متحدياً الشيعة في مسجدهم الكبير في العاصمة : ودق الخطيب المنبر بالسيف ! وتلك أخلاق خلافة قريش في الإجبار واضطهاد من خالفهم في الرأي ، حتى في مسجده وعبادته ووضوئه وصلاته !