فكانوا يجمعونها أكواماً كبيرة في الوديان ، ويطمرونها بالتراب ! ثم سمعت في النجف الأشرف قصصاً أبلغ عن ظلم العثمانيين واضطهادهم للشعب العراقي . ومع ذلك أفتى مراجع الشيعة بوجوب جهاد الإنكليز إلى جنب جيش الخلافة العثمانية ، واستنفر العلماء ورؤساء العشائر ، وأقاموا معسكرات في البصرة والشعيبة وغيرها ، وحاربوا جنباً إلى جنب مع ظالميهم ومضطهديهم الأتراك ، واختلط الدم الشيعي بالدم التركي للدفاع عن الوطن الإسلامي . بينما اختلط دم النواصب بالدم الإنكليزي في الجهة الأخرى ! وسمعت القصص عن جنرالات الجيش التركي ، كيف كانوا يأتون إلى معسكرات المجاهدين مؤدبين ، يُقَبِّلون أيدي كبار العلماء ويشكرونهم ، وكيف انهزم الجيش التركي قبل المجاهدين ، وكيف ضمَّتْ سجون الإنكليز ومنفاهم إلى الهند ضباط الأتراك وعلماء الشيعة معاً . . إلى آخر قصص الثورة والهزيمة ، وفيها عبرٌ عن حالة جيش بني عثمان ، وعوامل انهيار دولتهم ، وشهادةٌ بأصالة الشيعة واندفاعهم للجهاد ، مع أنهم لا يملكون مقوماته ، ولا ظروفه . * *