يُرسل الضابط الإنكشاري في صور في طلب مخاتير القرى ويُحْضرهم ، ويبلغهم أن يكتب كل مختار أسماء أهل قريته من سن 18 إلى 40 سنة ، ويحدد لهم يوماً لحضور المجندين في القشلة ، ثم يرسل عند المدة المضروبة لكل قرية عدداً من الجندرمه الخيالة ليقبضوا على من وجدوه بين سن 18 - 40 ، ويجروه إلى قشلة الدولة العَلِيَّهْ العثمانية ، ثم يسوقونه إلى جبهة الحرب مع روسيا مثلاً ! وهي حرب أحرق فيها الخليفة ألوفاً من المسلمين من أجل عيون فرنسا الجميلة ! وأسوأ منها حرب الخلافة العثمانية ضد أهل اليمن ، التي استمرت سنين طويلة ، وكلفت المسلمين عشرات الألوف ! كانت حروب الدولة العثمانية : الذاهب إليها مفقود والعائد منها مولود ! ومن هؤلاء المولودين جدي لأمي المرحوم الحاج نصرالله كريِّم ، الذي كان يحدثنا عن حربهم مع روسيا التي اعتمدت على المدفعية والبنادق والمواجهة القريبة ، لأن مدى المدفعية كان قصيراً ، فكان يتقدم مئات المقاتلين أو ألوفهم في أرض سهلة أو صعبة ، ويجرُّون مدافعهم بواسطة الحيوانات أو الجنود ، ليضعوها في أماكن تفاجئ العدو وتقتل من جنوده أكبر عدد ممكن . وكثيراً ما تفاجؤهم مدافع العدو فتحصد منهم المئات دفعة واحدة ، ثم يهجم عليهم المشاة الروس ببنادقهم فيشتبكون معهم . قال ( رحمه الله ) : كانت جثث القتلى تترك مُجَدَّلةً على وجه الأرض بلا صلاة ولا دفن ، لتأكلها الوحوش والطيور ! أما في اليمن فقالوا إن الدولة العثمانية أمرت بعد مدة بجمع عظام قتلاها ،