سنة ، فرجع حفيده بجنازته ، ودفنه في سمرقند ، وحكم مكانه . وحكم بعده ابنه ولي عهده شاه رُخّ أفغانستان وشرق إيران وعاصمته هراة ، وهذا كل ما بقي لورثة تيمور ، من طول البلاد وعرضها التي اجتاحها ! كان هذا المجنون ماهراً في التدمير والإحتلال ، غبياً في الاحتفاظ بما احتله ، ينسى الهدف الذي بيده ، ويسارع إلى هدف آخر لتصوره أنه يغتنم الفرصة ! كان عمله كموجة الجراد التي تهاجم منطقة فتأكل ما فيها ، ثم تتركها إلى منطقة أخرى ! فكانت القوى التي يهزمها ، أو قوىً غيرها ، تعود بعد مغادرته وتحكم المنطقة ! فلم يستعمل سياسة جنكيز وهولاكو في إبقاء قواعد عسكرية إلا في المناطق القريبة من سمرقند ، ثم في بغداد التي احتلها ، ونصب عليها والياً مسعود السربداري ، فطرده المغول الإيلخانيون ، ثم احتلها ثانية ونصب عليها ابنه شاهرُخّ بن تيمور ، فلجأ الإيلخانيون إلى الأتراك والمصريين فساعدوهم ، فاسترجعوا بغداد وطردوا شاه رُخّ ، فغضب تيمور لذلك وعاد من دمشق واحتل بغداد ثالثة ، لكنها تركها ولم يعين فيها حاكماً ، ثم احتل تركيا وأسر ملكها ، ولم يرتب وضع تركيا ، فقد عرف أن ملك الهند مات ، فاغتنم الفرصة وزحف بجيشه وخاض حرباً كبرية واحتل الهند ، لكنها تركها ولم رتب حكمها وعاد إلى سمرقند وانشغل بمشروع غزو الصين ، ومات في طريقه إليها ! « ذكر بعض العلماء أن ابن خلدون لما أقبل على تيمورلنك قال له : دعني أقبل يدك ! فقال ( تيمور ) : ولمَ ؟ فقال له : لأنها مفاتيح الأقاليم ! يشير إلى أنه فتح خمسة أقاليم وأصابع يده خمسة فلكل أصبع إقليم ! وهذا أيضاً من دهاء ابن خلدون . .