قال : خفت أن يسرقه الحنفية كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! فصاحت الحنفية : متى كان أبو حنيفة في زمن النبي ! لقد ولد بعد مائة سنة من وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! فقال : نسيت لعله كان السارق الشافعي ! فصاحت الشافعية وقالوا : كان تولد الشافعي في يوم وفاة أبي حنيفة وكان نشوؤه في المائتين من وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! فقال : لعله كان مالك ! فقالت المالكية بمثل ما قالته الحنفية . فقال : لعله كان أحمد بن حنبل ! فقالوا بمثل ما قالته الشافعية . فتوجه العلامة إلى الملك فقال : أيها الملك علمت أن رؤساء المذاهب الأربعة لم يكن أحدهم في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا في زمن الصحابة ! فهذه إحدى بدعهم أنهم اختاروا من مجتهديهم هؤلاء الأربعة ، ولو كان منهم من كان أفضل منهم بمراتب لا يجوِّزون أن يجتهد بخلاف ما أفتاه واحد منهم . فقال الملك : ما كان واحد منهم في زمن رسول الله والصحابة ؟ ! فقال الجميع : لا . فقال العلامة : ونحن معاشر الشيعة تابعون لأمير المؤمنين أخ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابن عمه ووصيه . وعلى أي حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل لأنه لم تتحقق شروطه ، لأن الله يقول : فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ، فهل فعله الملك بمحضرهما ؟ قال : لا . . . الخ .