فسأل العلماء بعد اجتماعهم عن وجه وجوب الصلاة على الآل ، ثم قال : لعل النكتة فيه أن الله تعالى أراد عدم نسيان الآل ، وأن يكونوا في ذكر الناس حتى يرجعوا إليهم » . ( البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر / عن نفائس الفنون : 2 / 260 ) . أقول : ويطول الكلام في النماذج والحقائق الكثيرة ، عن احترام الدولة الشيعية وعلماء الشيعة لحرية المذاهب السنية وعلمائها ، في عهد دولة السلاطين المغول الذين شرفهم الله بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) . وكذا الكلام في ارتقاء المستوى العلمي بسبب التفاعل والتلاقح الفكري مع علماء الشيعة ، وعلاقة الاحترام المتبادل في ظل الدولة الشيعية ، بعد أن كانت علاقة توتر وتكفير وصراعات بتحريك الدولة العباسية ! يقول ابن العماد في شذرات الذهب : 3 / 90 ، في ترجمة إمام الحنابلة ابن أبي البركات : « وقال الشيخ عبد الله اليونيني : ما أعتقد أن شخصاً ممن رأيته حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصل بها الكمال ، سواه . . . ومن تصانيفه في أصول الدين : البرهان في مسألة القرآن ، وجواب مسألة وردت من صرخد في القرآن ، جزء . والاعتقاد ، جزء . ومسألة العلو ، جزءان . وذم التأويل جزء ، وكتاب القدر ، جزءان . ومنهاج القاصدين في فضائل الخلفاء الراشدين ، ورسالة إلى الشيخ فخر الدين بن تيمية في عدم تخليد أهل البدع في النار . . . قال ابن رجب : انتهت إليه رياسة العلم ببغداد من غير مدافع ، وأقر له الموافق والمخالف وكان الفقهاء من ساير الطوائف يجتمعون به ويستفيدون منه في مذاهبهم ويتأدبون معه ويرجعون إلى قوله ، ويردهم عن فتاويهم فيذعنون له