العلمية كلها ، وكان يدرس وما زال في بعض الحوزات العلمية ، ولذا كثرت عليه الشروح والحواشي من علماء الشيعة والسنة ، وحتى أن كتاب المواقف للقاضي الإيجي ، وكتاب المقاصد للسعد التفتازاني ، هذان الكتابان أيضاً إنما ألفا نظراً إلى ما ذكره الخواجة نصير الدين في كتاب التجريد ، ويحاولون أن يردوا عليه آراءه وأفكاره ، ولربما يذكرون اسمه بصراحة » . انتهى . ثم ، تعال انظر إلى نعمة الحرية والثروة التي كان يعيش فيها هذا العالم السني المتعصب قاضي قضاة الدولة الشيعية العاملة بتوجيهات المرجعية ، والذي ألف كتباً في نقد الفكر الشيعي ! قال ابن شهبة في طبقات الشافعية / 232 : « عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار قاضي قضاة الشرق وشيخ العلماء في تلك البلاد ، العلامة عضد الدين الإيجي . . شارح مختصر ابن الحاجب الشرح المشهور . . وكان صاحب ثروة ، وجود وإكرام للوافدين عليه . تولى قضاء القضاة في مملكة أبي سعيد فحمدت سيرته ، وقال السبكي في الطبقات الكبرى : كان إماماً في المعقولات عارفاً بالأصلين . . . له في علم الكلام كتاب المواقف وغيره . . . وكانت له سعادة مفرطة ومال جزيل وإنعام على طلبة العلم وكلمة نافذة . . . وأنجب تلاميذه اشتهروا في الآفاق مثل شمس الدين الكرماني ، وضياء الدين العفيفي ، وسعد الدين التفتازاني وغيرهم » . انتهى . بل انظر إلى المدرسة التي بناها السلطان الشيعي محمد خدابنده في عاصمته الجديدة السلطانية : « كان يُدَرِّس فيها خمسة من الفقهاء بالمذاهب الخمسة ، منهم العلامة ( قدس سره ) بمذهب الشيعة . . . حضر السلطان يوماً من الأيام لإمامة الجمعة