وقد انتقلت مشيخة التصوف بعد هذه الشيخ الإمام في منطقة بخارى وما حولها ، إلى تلميذه سعد الدين بن حمويه الجويني ، وبعد سعد الدين صار شيخ الطريقة ابنه إبراهيم ، فكان التتار يحترمانهما بعد الباخرزي . والحموئي نسبةً إلى حَمُوَيْه قرب جوين من ولاية آمل . وقد أراد الله تعالى الخير بإبراهيم ، فصار تلميذاً لنصير الدين ( قدس سره ) وألف كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين ( عليهم السلام ) ، وأسلم على يده عدد من قادة المغول . قال الذهبي في تاريخه : 47 / 454 : « الشيخ سعد الدين أبو إبراهيم الجويني الصوفي كان صاحب رياضات وأحوال ، وله كلام في التصوف على طريقة أهل الوحدة . وكان قد حج وأقام بقاسيون يتأله ويتعبد مدة في زاوية له ، ومعه جماعة من الصوفية ، ولهم سمت وجلالة وتعفف ، فلما ضاق به الحال رجع إلى خراسان واجتمع به جماعة من أمراء التتار وأسلم على يده غير واحد منهم ، وبنى بآمل خانكاه ، ورزق القبول التام . ثم زار قبر جدهم القدوة الكبير محمد بن حمويه الجويني بحيراباذ ، من أعمال جوين ، فأقام عنده أسبوعاً وعبر إلى الله تعالى . وهو والد شيخنا صدر الدين إبراهيم ، الذي أسلم على يده قازان » . وقال في تاريخه : 52 / 37 : « وفيها ( 694 ) دخل الإسلام قازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ملك التتار ، بوساطة نوروز التركي وزيره ومدبر مملكته وزوج عمته واسم ( قازان ) بالعربي محمود ، أسلم في شعبان بخراسان على يد الشيخ الكبير المحدث صدر الدين إبراهيم بن الشيخ سعد الدين بن حمويه الجويني . وذلك بقرب الري بعد خروجه من الحمام ، وجلس مجلساً عاماً فتلفظ بشهادة الحق