التتار من قصد العراق ويفخِّم أمر الخليفة . وممن راسله سلطان الهند ناصر الدين أيبك ، وصاحب السند وملتان غياث الدين بلبان ، قال : وبعث إليه منكوقآن لما جلس على سرير السلطنة بأموال كثيرة وكذلك وزيره برهان الدين مسعود بن محمود يلواج . . وكان إذا جاء إلى الشيخ قبَّل العتبة ، ووقف حتى يؤذن له ويقول : إن أبي فعل ذلك ، ولأن له هيبة في قلوب ملوكنا حتى لو أمرهم بقتلي لما توقفوا ! وامتدحه جماعة منهم سعد الدين بن حمويه ، كتب إليه بأبيات منها : < شعر > يا قرةَ العين سلْ عيني هل اكتحلتْ * بمنظر حَسَن مُذْ غبتَ عن عيني < / شعر > ومدحه الصاحب بهاء الدين محمد بن محمد الجويني ، وابنه الصاحب علاء الدين عطا ملك صاحب الديوان . وكان ( الباخرزي ) إذا رقي المنبر تكلم على الخواطر ، ويستشهد بأبيات منها : < شعر > إذا ما تجلَّى لي فكُلِّي نواظرٌ * وإن هو ناداني فكلي مَسَامعُ . . . ومنها : وما بيننا إلا المدامة ثالث * فيملي ويسقيني وأملي ويشربُ ! < / شعر > وأوصى أن يكفن في خرقة شيخه نجم الكبرى . . وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً لم يتخلف أحد ، حُزِر العالَم بأربع مئة ألف إنسان » . انتهى . وقال الذهبي في تاريخه : 48 / 387 : « وخرَّج لنفسه أربعين حديثاً ، رواها لنا عنه مولاه نافع الهندي . . . وكان شيخ ما وراء النهر وله جلالة عجيبة ، وعلى يده أسلم سلطان التتار بركة ، وله ترجمة طولى في سير النبلاء » .