11 - اضطهاد الدولة العثمانية للشيعة العرب بعد حملته غير الموفقة على إيران ، هاجم السلطان سليم سوريا ومصر ونجح في احتلالهما ، وطبَّق فيهما وفي غيرهما سياسةً ضد الشيعة ، شبيهةً بسياسته ضدهم في تركيا وإيران ! فكانت حملات الاضطهاد المذهبي بأنواع الإهانة ، والظلم ، ومصادرة الأموال ، والقتل ، والتهجير ، والتشريد ، في كل البلاد التي يحكمها ( الخليفة ) العثماني ، خاصة في تركيا والعراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين ، وقد استمرت هذه السياسة أكثر من أربعة قرون ! ولو أراد أهل كل بلد أو مدينة أن يكتبوا ما وقع عليهم من مظالم بني عثمان جُق لبلغت مجلدات من الصفحات السوداء والجرائم ، التي يبرأ منها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي كان الخليفة وولاته وقضاته يحكمون باسمه الشريف واسم شريعته ! ويكفينا في لبنان أن نؤرخ لأحمد باشا الجزار وحملاته على شيعة بلاد الشام ولبنان خاصة ، وكان والي عكا سنة 1195 ، ثم طمع في فلسطين ومصر ، وأفرط في قتل المسلمين عامة والشيعة خاصة ، حتى عرف باسم ( الجزار ) وصار اسما رسمياً له ! قال الجبرتي : 2 / 292 : « سموه بهذا الاسم لكثرة قتله الأنفس ولا يفرق بين الأخبار والأشرار ، وقد جمع الطموش الكثيرة من العسكر والغز والعرب وأسافل العشيرة » ! وفي مستدركات أعيان الشيعة : 2 / 122 : « كانت نكبة جبل عامل بأحمد باشا الجزار من النكبات القاصمة . . . أطلق جنوده يعملون التخريب والتقتيل والسلب !