فرمقها القوم بأبصارهم فقال ( عليه السلام ) : إن أبصار هذه الفحول طوامح ، وإن ذلك سبب هُبابها ، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله ، فإنما هي امرأة كامرأة ! فقال رجل من الخوارج : قاتله الله كافراً ما أفقهه ! فوثب القوم ليقتلوه فقال ( عليه السلام ) : رويداً إنما هو سبٌّ بسب أو عفوٌ عن ذنب » . ( نهج البلاغة : 4 / 98 ) . وبهذه الحرية النبوية أدان ( عليه السلام ) الحكام الذين قتلوا الناس على الكلمة وبطشوا على التهمة ، وجعلوا رئيس الدولة أعظم حرمةً من الله تعالى ورسله ( عليهم السلام ) ! 9 - كان التشيع دائماً طاقةً لتجديد حياة الأمة قضى الله تعالى أن يُمِدُّ الحياة البشرية بالطاقة الجديدة ، من طاقة الطبيعة المتجددة ، وطاقة الناس الذين يولدون فيجددون حياة الأمم والمجتمعات . وبعوامل تُؤَمِّن للكائن الفردي والاجتماعي مواصلة حياته وتكاملها . وعندما قال الله تعالى لعرب الجزيرة في أواخر حياة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) : وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ؟ ( محمد : 38 ) فمعناه أن هذا القانون جاهز وَسَيُفَعِّلُه الله تعالى في وقته ، فعنده مخازن جديدة من الأمم ليضيفها إلى الأمة فيمدها بدم جديد ، ويكون الجيل الثاني خيراً من الأول : ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ! وليس كما زعموا بأن الجيل الأول أفضل الأجيال ! إن دخول اليمن في أواخر حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الأمة كان مقصوداً إلهياً لإغناء مخزون الأمة ، فقد قام ثقل الفتوحات الإسلامية على أكتاف اليمانيين . وكذلك كان دخول الشعوب المحيطة بالجزيرة في الإسلام مقصوداً إلهياً ، ولذا