وعشرين سنة ، وكان في أيامه جدب وقحط ومجاعة ثلاث سنين ، ثم خصبت البلاد . وغزا بلاد الترك فحفروا له ولجيشه خندقاً فسقط مع جنده فيه فقتل ، فانتقم له الفرس فسار القائد سوخرا فقاتل خاقان الترك ثم تصالح معه على أن يدفع إليه ما حواه من خزائن فيروز ، ويرد أخته . ثم ملك بلاش بن فيروز أربع سنين ، ثم أخوه قباذ بن فيروز ، وكان صغير السن ، فترك لسوخرا تدبير المملكة ، فلما بلغ قتل سوخرا وقدم مهران ، فغضب عليه الفرس وحبسوه ، وملكوا أخاه جامسب بن فيروز ، فهرب من السجن إلى بلاط الهياطلة وزحف قباذ إلى بلاده فغلب على الملك واشتدت شوكته ، وغزا بلاد الروم ، وكان ملكه ثلاثاً وأربعين سنة . ثم عهد لابنه أنوشروان بن قباذ ، فعفا عن قوم مخالفين لأبيه ، وقتل مزدق وأصحابه ، الذي كان أمر الناس بأن يتساووا في الأموال والحرم ، وقتل زراذشت بن خركان وأصحابه لما ابتدع في المجوسية . وغزا بلاد الروم ففتح مدناً كثيرة من الجزيرة والشام منها : الرها ، ومنبج ، وقنسرين ، والعواصم ، وحلب ، وأنطاكية ، وأفامية ، وحمص وغيرها ، وأعجبته أنطاكية ، فبنى مدينة مثلها لم يخرم منها شيئاً ، ثم جاء بسبي أنطاكية فأرسلهم فيها ، فلم ينكروا شيئاً . ومسح أنوشروان أراضي امبراطوريته ووضع عليها الخراج ، ورتب ديوان المقاتلة والسلاح ، وجعل ديوان العطاء ، ودفاتر أسماء الناس وسماتهم ، وسمات الدواب ، وديوان العرض .