ثم ملك أردشير بن هرمز أخو سابور ، فساءت سيرته ، وقتل من كبار شخصيات الفرس ، فخلعوه بعد أربع سنين . وملك الفرس سابور بن سابور ، فخضع له أردشير المخلوع ومنحه الطاعة ، وسقط على سابور فسطاط فقتله وكان ملكه خمس سنين . وملك بعده بهرام بن سابور إحدى عشرة سنة ، وكتب إلى الآفاق يعدهم العدل والإحسان ، ثم ثار عليه قوم فقتلوه . ثم ملك يزدجرد بن سابور ، وكان فظاً غليظاً قليل الخير كثير الشر ، فسامهم سوء العذاب ، وطال حكمه إحدى وعشرين سنة ، ثم رمَحَهُ فرس فقتله . ثم ملك بهرام جور بن يزدجرد ، وكان قد نشأ بأرض العرب وأرضعته نساؤهم فقال الفرس : نشأ بأرض العرب ولا علم له بالملك ! وأرادوا أن يملكوا رجلاً غيره فجاءهم فهابوه ، فأخذوا تاج الملك والزينة التي تلبسها الملوك فوضعوهما بين أسدين ، وقالوا لبهرام ولكسرى : أيكما أخذ التاج والزينة من بين هذين الأسدين فهو الملك . فأخذ بهرام جرزاً وتقدم فضرب الأسدين حتى قتلهما ، وأخذ التاج والزينة فأذعنوا له وأعطوه الطاعة ، فوعدهم من نفسه خيراً ، وكتب إلى الآفاق يعدهم بالعدل ، وتوخى عمارة البلاد ، وأكرم مربيه المنذر بن النعمان ورفع منزلته . وكان مغرماً بالصيد فطرحه فرسه فمات ، وكان ملكه تسع عشرة سنة . ثم ملك يزدجرد بن بهرام سبع عشرة سنة ، وكان له ابنان هرمز وفيروز ، فغلب هرمز على الملك بعد أبيه ، فهرب فيروز ، ولحق ببلاد الهياطلة ( وهي ما وراء خراسان إلى الصين والهند ) فأمده ملكهم بجيش فقاتل أخاه فقتله ، وملك سبعاً