ثم ملك بهرام بن هرمز ، وكان مشغوفاً بالعبيد والملاهي ، وكتب له تلاميذ ماني أن قد ملك ملك حديث السن كثير التشاغل ، فقدم إلى أرض فارس واشتهر أمره وظهر موضعه فأحضره بهرام ، فسأله عن أمره ، فذكر له حاله ، فجمع بينه وبين الموبذ فناظره ، ثم قال له الموبذ : يذاب لي ولك رصاص يصب على معدتي ومعدتك ، فأينا لم يضره ذلك فهو على الحق . فقال : هذا فعل الظلمة ! فأمر به بهرام فحبس وقال له : إذا أصبحت دعوت بك ، فقتلتك قتلة ما قتل بها أحداً قبلك ، فلم يزل ماني ليله يسلح حتى خرجت نفسه ! وأصبح بهرام فدعا به فوجدوه قد مات ، فأمر بجز رأسه وحشى جسده بالتبن ، وتتبع أصحابه فقتل منهم خلقاً عظيماً . وكانت مدة ملك بهرام ثلاث سنين . ثم ملك بهرام بن بهرام وكان ملكه سبع عشرة سنة ، ثم ملك بعده ابنه بهرام بن بهرام بن بهرام فكان ملكه أربع سنين . ثم ملك أخوه نرسي بن بهرام تسع سنين . ثم ملك هرمز بن نرسي تسع سنين . وولد له ابن سماه سابور وعقد له الملك ، ومات هرمز وسابور صبي في المهد ، فأقام أهل مملكته متلومين عليه حتى ترعرع وشب ، ثم ظهر منه عتو وجبرية ، فغزا بلاد العرب وغوَّر عليهم المياه . وغزاه ملك الروم إليانوس فأعانته العرب على سابور ، ثم تسرعت قبائل العرب فأوقعت بسابور في دار ملكه حتى هرب فانتهبت مدينته ، ثم جاء سهم غرب فقتل إليانوس ملك الروم فملكت الروم يوبنيانوس ، فصالح سابور . وأقام سابور على معاداة العرب لا يظفر بأحد منهم إلا خلع كتفه ، فلذلك سمي سابور ذا الأكتاف . وكان ملكه اثنتين وسبعين سنة .