عشرة سنة ، ثم قتله الإسكندر الذي يقال له ذو القرنين فافترق ملك فارس ، وملك ملوك يسمون ملوك الطوائف ، وهؤلاء كان ملكهم ببلخ . . المملكة الثانية : من أردشير بابكان وهو أول ملوك الفرس المتمجسة ، وسمي أردشير شاهنشاه ، وبنى بيت نار بأردشير خره ، ثم صار إلى الجزيرة وأرمينية وأذربيجان ، ثم صار إلى سواد العراق فسكنه ، وصار إلى خراسان فافتتح كوراً منها . . وكان ملكه أربع عشرة سنة . وملك سابور بن أردشير ، فغزا بلاد الروم ، وفتح منها بلاداً وأسر خلقاً من الروم فبنى مدينة جنديسابور وأسكنها سبي الروم ، وهندس له رئيس الروم القنطرة التي على نهر تستر ، عرضها ألف ذراع . وفي أيام سابور بن أردشير ظهر ماني بن حماد الزنديق ، فدعا سابور إلى الثنوية وعاب مذهبه ، فمال سابور إليه . وقال ماني : إن مدبر العالم اثنان وهما شيئان قديمان : نور وظلمة ، خالقان ، فخالق خير ، وخالق شر ! فأقام سابور على هذه المقالة بضع عشرة سنة ، ثم أتاه الموبذ ( كبير رجال الدين المجوس ) فقال : إن هذا قد أفسد عليك دينك ، فاجمع بيني وبينه لأناظره ، فجمع بينهما فظهر عليه الموبذ بالحجة ، فرجع سابور عن الثنوية إلى المجوسية ، وهمَّ بقتل ماني فهرب ، فأتى إلى بلاد الهند فأقام بها حتى مات سابور . ثم ملك بعد سابور هرمز بن سابور وكان رجلاً شجاعاً ، وهو الذي بنى مدينة رامهرمز ، ولم تطل أيامه وكان ملكه سنة واحدة .