وروى المسعودي في مروج الذهب : 2 / 309 ، أن عثمان أشار على عمر بعد هزيمة المسلمين في معركة الجسر فقال له : « ابعث رجلاً له تجربة بالحرب وبَصَر بها ، قال عمر : ومن هو ؟ قال : علي بن أبي طالب ، قال : فالقه وكلمه وذاكره ذلك ، فهل تراه مسرعاً إليه أولا ؟ فخرج عثمان فلقي علياً فذاكره ذلك فأبى علي ذلك وكرهه ، فعاد عثمان إلى عمر فأخبره ، فقال له عمر : ومن ترى ؟ قال : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، قال : ليس بصاحب ذلك . . » . وروى في شرح النهج : 9 / 174 : « قيل لعمر : ولِّ علياً أمر الجيش والحرب ، فقال : هو أتيه من ذلك » ! والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم / 142 . وفي فتوح البلاذري : 2 / 313 : « كتب المسلمون إلى عمر يعلمونه كثرة من تجمع لهم من أهل فارس ويسألونه المدد . . . وعرض على عليٍّ الشخوص فأباه » . بل امتنع علي ( عليه السلام ) حتى من مرافقة عمر عندما ذهب إلى الشام ، فقد روى في شرح النهج : 12 / 78 ، والتحفة العسجدية / 146 ، عن ابن عباس أن عمر قال له : « يا ابن عباس أشكو إليك ابن عمك سألته أن يخرج معي فلم يفعل ، ولم أزل أراه واجداً ، فيمَ تظن موجدته ؟ قلت : يا أمير المؤمنين إنك لتعلم ! قال : أظنه لا يزال كئيباً لفوت الخلافة . قلت : هو ذاك ، إنه يزعم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أراد الأمر له . فقال : يا ابن عباس ، وأراد رسول الله الأمر له ، فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى ذلك ؟ ! إن رسول الله أراد أمراً وأراد الله غيره فنفذ مراد الله تعالى ولم ينفذ مراد رسوله ! أوَكلما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان ! » .