تقبل التصديق ، فزعموا أن أكثر من مئة ألف جندي رومي رموا أنفسهم من الفزع في واد سحيق سموه الواقوصة ، لأنهم وقصوا فيها وماتوا ! وكأن ما حدث عرس موت هستيري جماعي ليوم كامل ، وهذا لا مثيل له في التاريخ ، لأنه رميهم أنفسهم بخيولهم أو راجلين يحتاج إلى يوم كامل ! أما سبب هذه المبالغة والأسطورة ، فهو أولاً : ميل الناس إلى العنتريات والافتخار ! وثانياً : حرص الرواة والحكومات على إخفاء بطولة ثلاثين أو خمسين بطلاً ، كانوا في مقدمة المسلمين ، وتميزوا بحملاتهم الحيدرية ، فقتلوا أبطال الروم وفرسانهم ، واكتسحوا جنودهم ، ونسفوا قواتهم ! فهل تريد من الرواة أن يقولوا إن فلاناً وفلاناً من شيعة علي بن أبي طالب وتلاميذه ، غاصوا في أوساط الروم وقتلوا أصحاب الرايات ، وجندلوا القادة والفرسان ، فارتبكت صفوف الروم وأصيبوا بالرعب فحمل عليهم المسلمون بينما كان خالد وأبو عبيدة وعمرو العاص وابن أبي سفيان ، في مؤخرة الناس ! فالأسهل لهم أن يقولوا إن خالداً وضرار بن الأزور والقعقاع بن عمرو حملوا على جيش الروم وكان مئات الألوف ، فارتعب الروم ودفع بعضهم بعضاً ، ورموا أنفسهم بخيولهم في وادٍ سحيق ، فجزى الله خالداً وضراراً والقعقاع على بطولتهم ، وجزى الله خيل الروم التي رمت بنفسها على خلاف طبيعتها ! وجزى الله الواقوصة فقد وقصت مئة ألف مقاتل ، وجذبتهم إليها وابتلعتهم ! واليك بعض نصوصهم عن الهزيمة ، ومبالغاتهم في بطولة خالد وأمثاله :